ارجع الى الله من كل قلبك
اكثرية الناس يعيشون بعيداً عن الله وهم يأكلون ويشربون ويتزوجون ويركضون وراء الماديات كأن ليس لهم ضمير.
ويحملون في داخلهم ذنوباً خفية لا عدد لها غير مدركين ان مسيرتهم الى الهلاك. وفوق ذلك يتظاهرون بأنهم متدينون لكن قلوبهم قاسية وتعصّبهم يزيدهم اثماً فوق اثم كما قال المسيح: "يشبهون قبوراً مبيَّضة".
اما انت ايها القارئ العزيز فارجع الى الله الحيّ القيوم لانه لم يخلق الانسان عبثاً بل يحبه محبة خالدة. الرب هو قبلة حياتك ، فان عشت بدون خالقك تظل ضالاً بلا هدف وتبقى نفسك فارغة ويائسة بلا ارشاد لانك تخالف سر الوحي القائل: "خلق الله الانسان على صورته على صورة الله خلقه" تكوين 1 : 27
الله الازلي القدوس يريد ان يمنحك رونق محبته وينفخ فيك روحه لكي تعيش الحياة التي تستحق ان تسمى حياة. اطلب الرب فهو يأتي اليك حسب وعده الامين: "تطلبونني فتجدونني اذ تطلبونني بكل قلوبكم" ارميا 29 : 13
سمع شاب في محيط وثني عن ديانات اليهود والمسيحيين والمسلمين وضاع بين افكارهم المختلفة. وكان يسأل نفسه مراراً: هل الله واحد او ثلاثة او ثلاثة في واحد؟ أين الطريق؟ أين الحق؟ فصار متحيّراً وصرخ في غمرة يأسه مصلياً الى الفضاء: يا الله ان كنت كائناً فاعلن نفسك لي لاني اريد ان اعرفك واعيش امامك واكون معك محفوظاً في قدرتك. لا استطيع ان اعيش بدونك فيما بعد ابداً.
واستجاب الله الى صرخة قلبه. وذات يوم وهو في طريق عودته الى البيت وجد على الارض منشوراً ممزقاً مكتوباً عليه هذه العبارة: "ان اردت معرفة الله اكثر فاكتب الينا فنرسل لك شروحات للكتاب المقدس مجاناً" وفعلاً كتب وحصل على مطبوعات روحية ساعدته على معرفة الحق فآمن بربه وتغيّر في اخلاقه وسلك الطريق الصحيح وأصبح خادماً اميناً للرب الامين.
ايها الاخ العزيز تعال الى الله الحي لأنه في انتظارك، لا تبقَ بعيداً عنه لان كل انسان بدون الله يشبه ضالاً متخبطاً في الظلام والضباب. تعال الى خالقك وارفض اكاذيب منكري وجوده ولا تكن مثلهم، لان قبل ثلاثة آلاف سنة كتب النبي داود: "قال الجاهل في قلبه ليس إله. فسدوا ورجسوا بافعالهم ليس من يعمل صلاحاً ليس ولا واحد" مزمور 14 : 1
اما انت فلا تقف في صفوف الملحدين بل تقوّى وتجنب كذب الكفر. اترك انفرادك وتقدم الى النور الإلهي لأن ربك يناديك بصوته الحنون: "تعالوا اليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم. احملوا نيري عليكم وتعلموا مني. لاني وديع ومتواضع القلب. فتجدوا راحة لنفوسكم. لان نيري هين وحملي خفيف" متى 11: 28- 30
هذه هي الخطوة الأولى في طريقك الى الخلاص المبارك ان تسمع دعوة الله وتلبيها وتصمم في قلبك على رجوعك الى ربك انما هذه النيّة الصالحة غير كافية ما دامت هي نيّة فقط، فينبغي ان تتحقق. اسأل نفسك: هل أشتاق الى الله حقاً وأطلبه من كل قلبي؟ فان كنت تطلبه فعلاً فسيجدك ويشفيك ويخلصك الى التمام.