بماذا يؤمن المسيحيون؟
ترجمة: سمعان بن يونا
سبعة نقاط عن الله:
1. نحن نؤمن بإله واحد وحيد. كما هو مكتوب فى سفر التثنية اصحاح 6 عدد 4: "إسمع يا إسرائل. الرب الهنا رب واحد."
2- الرب خالق كل شئ فى هذا الكون الفسيح. كلُُ خُلق بكلمته التى تكلم بها الى الوجود. كما هو مكتوب: "و قال الله ليكن ... فكان" (تكوين 1: 3). فكلمته نافذة و قوية.
3- كيف نستطيع - نحن البشر المخلوق - معرفة اى شئ عن الله؟! كيف نقدر - نحن البشر الضعفاء - على معرفة اى شئ عن فكر الله؟!
بإمكاننا هذا - لكن يتطلب ذلك إختيار الرب ان يكشف لنا شئ عن ذاته. إنه إله الإعلان. كما هو مكتوب: "السرائر للرب إلهنا و المعلنات لنا و لبنينا الى الابد لنعمل بجميع كلمات هذه الشريعة" (تثنية 29: 29)
كيف اعلن لنا الرب عن ذاته؟
4- الله قدوس، طاهر، بلا شر. بلا خطية او فكر خاطئ او شرير. كما هو مكتوب: "عيناك اطهر من ان تنظرا الشر و لا تستطيع النظر الى الجور" (حبقوق 1: 13)
5- الله عادل. و هذا يعنى اننا سنعاقب على كل معاصينا. و هذا احياناً يربك بعضنا، و لكن العدل شئ و الرحمة شئ آخر. العدل يعنى اننا لو ملنا عن وصاياه، فسندفع عقاب خطايانا.
الله لا يفعل شئ يخالف طبيعته المقدسة. بل يعاقب كل المعاصى.
الله لا يضع حسناتنا فى كفة ميزان، و سيئاتنا فى الكفة الاخرى و يرى ايهما اثقل. فعلى سبيل المثال: لو قتلت اخيك، اهل سيكون القاضى عادلاً لو قال: "لا بأس، يمكننا إطلاق صراحه، فحياته مليئة بالاعمال الحسنة". الله لا يغفل عن الشر، بل لا يتهاون به.
و لكن هل يغفل الله عن طبيعة الانسان الترابية؟ ان كلنا معرضون للخطأ؟ و انه لا يوجد احد كامل ولا واحد؟ نعم، الله يعلم ذلك. و لكن هل هذا يعنى انه لا يولى اخطاءنا إهتماماً؟ كلا، فالله قدوس و عادل. لو تفهمنا ذلك جيداً، لأدركنا اننا فى موقف سئ للغاية.
لنكن امناء مع انفسنا، فمن منا لم يتملكه فكر انانى؟ من منا لم يكذب؟ من منا يفوق صفاء نيته طهارة الله؟
و لو كان فى مقدورنا ان نعيش بلا خطية من الآن، فماذا عن الماضى؟ هل يفقد الله ذاكرته؟ هل الحسنات تمحو السيئات؟ كلا.
كل منا يستوجب دينونة الله و جهنم. فمجرد صلاتنا: "انا آسف يا الهى. لن اكرر خطأى ثانيةً" لا تكفى.
على سبيل المثال: لو كسرت الإشارة الحمراء و اوقفنى رجل المرور، فهل يصح القول: "لن اكرر ذلك ثانية و ما حييت لن اكسر اشارة حمراء؟". لو لم يصلح هذا العذر مع ظابط المرور، فكيف يصلح مع إله عادل و قدوس؟!. فكما هو مكتوب: "لأن اجرة الخطية هى موت" (رومية 6: 23)
و هذه ليست نهاية القصة لكل مؤمن مسيحى.
6- الله قدير. بمقدوره عمل اى شئ يريده. فكما هو مكتوب: "آه ايها السيد الرب ها إنك قد صنعت السموات و الأرض بقوتك العظيمة و بذراعك الممدودة. لا يعسر عليك شئ" (إرميا 32: 17)
لا يوجد حدود لقدرته و لا يصعب عليه امر.
الله وحيد الجنس - اعماله لا تنافى بعضها البعض. لا ينافى عدالته او قداسته. لا يغير شريعته.
فلو سألتك مثلاً: "كيف تعرف شخصية احد ما؟" ربما يمكنك هذا من مظهره. لكن لا تقدر ان تعرف فيما يفكرون، او ماذا يبطنون فى قلوبهم. فيتطلب ذلك ان نسمع "كلامه". فمن حديث الاشخاص، تقدر ان تعرف فيما يفكرون و ما يبطنون فى قلوبهم.
فلو اردت مثلاً ان اكلمك عن امنياتى، فهناك طرق جمة لافعل هذا. فربما ارسل لك خطاباً اكتب فيه افكارى، فتقرأه انت، و لكن يجوز ان يكون لك بعض الاسئلة لتفهم شئ ما. فالافضل من الخطاب ان ارسله لك عن طريق احد اصدقائى، شخصاً يعرفنى جيداً. و صديقى هذا بإستطاعته ان يشرح لك كل ما اعنيه فى خطابى. و لكن الافضل و الافضل ان احادثك بنفسى تليفونياً، و لكن الافضل على الإطلاق ان اجئ اليك بنفسى و ترانى و اراك وجهاً لوجه.
كلمة الله خلقت فى الكون وجوداً. فكلمته قوية و يصعب علينا إدراكها. الله اراد ان نعرفه. فاعطانا كلمته المكتوبة فى وصاياه. و ارسل لنا رسلاً ليوضحوا لنا شريعته. فكما هو مكتوب: "الله بعد ما كلم الآباء بالانبياء قديماً بانواع و طرق كثيرة" (العبرانيين 1: 1)
لا يصعب على قدرة الله شئ. و لا يستحيل عليه امر. فلو اراد الله، لارسل لنا كلمته لنراها و ترانا، و ان تكون كلمته إنساناً.
7- الله محبة. الله يحبنا و يريدنا ان نعرفه. فلذا، صارت كلمته انساناً.
كما هو مكتوب: "فى البدء كان الكلمة و الكلمة كان عند الله و كان الكلمة الله ... و الكلمة صار جسداً و حل بيننا و رأينا مجده مجداً كما لوحيد من الآب مملؤا نعمة و حقاً" (يوحنا 1: 1-14)
يسوع هو كلمة الله. كلمة الله الطاهرة المقدسة.
اتذكر ماذا حدث مع ابراهيم و ابنه اسحق؟ (تكوين 22: 1-14). فاراد ابراهيم ان يذبح للرب. فاخذ ابراهيم ابنه كخروف المحرقة. و فى الطريق سأله ابنه "فقال هوذا النار و الحطب و لكن اين الخروف للمحرقة." فاجاب ابراهيم "الله يرى له الخروف للمحرقة يا ابنى." فوضع ابراهيم ابنه على المذبح و مد يده و اخذ السكين ليذبح ابنه فناداه الرب "و قال إبراهيم إبراهيم. فقال هأناذا. فقال لا تمد يدك الى الغلام ولا تفعل به شيئاً فرفع ابراهيم عينه و نظر و اذا كبش وراءه ممسكاً فى الغابة بقرنيه فذهب ابراهيم و اخذ الكبش و اصعده محرقة عوضاً عن ابنه"
الكتاب المقدس يطلق على المسيح حمل الله. عندما قال يوحنا البشير: "و فى الغد نظر يوحنا يسوع مقبلاً اليه فقال هوذا حمل الله الذى يرفع خطية العالم."(يوحنا 1: 29). الله خلصنا و نجانا. و كلمة الله اخذت مكاننا و عوقبت بما نستحقه. و لكنه لم يمت، بل قام منتصراً و ابطل عز الموت.
كيف يمكننا معرفة الله
كيف نعرف الله؟ هذا ليس باليسير، فذلك يتطلب الإتضاع.
الإتضاع حتى ندرك اننا من تراب، و قلوبنا ليست صافية، و اعمالنا تستوجب جهنم.
الإتضاع حتى نقبل ما فعله الله: لقد نظفنا، طهرنا، و اعطانا روحه لنحيا حياة الطاعة.
معرفة الله ستمنحنا الحرية و البهجة. الله الواحد الوحيد، الخالق، الذى اظهر لنا ذاته، القدوس، العادل، القادر، المحب.
لا يدعونا عبيداً بل ابناؤه. فيقول الرب يسوع المسيح: "لا اعود اسميكم عبيداً لان العبد لا يعلم ما يعمل سيده. لكنى قد سميتكم احباء لأنى اعلمتكم بكل ما سمعته من ابى" (يوحنا 15: 15)
و كما هو مكتوب: "و اما كل الذين قبلوه فاعطاهم سلطاناً ان يصيروا اولاد الله اى المؤمنون باسمه" (يوحنا 1: 12)
بقلم: تيريل سميث