شبهات وهميَّة حول سفر الملوك الثاني
قال المعترض: «جاء في 2ملوك 1:17 أن يهورام ملك إسرائيل مَلَك في السنة الثانية ليهورام بن يهوشافاط ملك يهوذا. ولكن في 2ملوك 3:1 يقول إن يهورام ملك إسرائيل مَلَك في السنة الثامنة عشرة ليهوشافاط ملك يهوذا».
وللرد نقول: العبارتان صحيحتان، فقد عيَّن الملك يهوشافاط ابنه يهورام نائباً عنه في المُلك على مملكة يهوذا، بينما كان يهوشافاط يقوم بمعركته الحربية في راموت جلعاد مع أخآب ملك إسرائيل. وعندما ملك الملك يهورام بن أخآب على مملكة إسرائيل، بعد موت أبيه، كان ذلك في السنة الثانية لمُلك يهورام بن يهوشافاط، وفي السنة الثامنة عشرة من مُلك والده يهوشافاط.
اعتراض على 2ملوك 2:11 - صعود إيليا للسماء
انظر تعليقنا على يوحنا 3:13
قال المعترض: «جاء في 2ملوك 2:23 و24 قصة بعض الصبيان الذين ضحكوا على النبي أليشع ونادوه: يا أقرع! فلعنهم باسم الرب، فخرجت دبَّتان افترستا 42 ولداً. وهذا في غاية القسوة».
وللرد نقول: قبل أن نحكم على النبي أليشع بالقسوة يجب أن نأخذ النقاط التالية في اعتبارنا:
(1) كلمة «صبيان« المستخدمة هنا تعني شاباً في نحو العشرين من عمره، و استُخدِمت بهذا المعنى عن إسحاق في تكوين 22:5، وعن الملك سليمان في 1ملوك 3:7. فهؤلاء كانوا شبان مراهقين مستهزئين.
(2) لم يقتل أليشع هؤلاء العابثين، بل الذي قتلهم هو الله الذي أرسل الدبتين لافتراسهم، وهو الحكيم العارف القلوب العادل في الحكم.
(3) الذي يضطهد خادم الله يضطهد الله نفسه، فقد كان أليشع يتكلم بكلام الله.
(4) ما فعله الرب بهؤلاء العابثين لم يقدم حماية لأليشع فقط، بل لكل عُبَّاد الرب الذين يمكن أن يكونوا موضوع هزء العابثين.
(5) أمرت شريعة موسى بحلق شعر الأبرص. وقولهم »يا أقرع« كان شتيمة كبيرة، لأنهم لقَّبوا أليشع بالأبرص.
اعتراض على 2ملوك 8:7-15 - من مسح حزائيل؟
انظر تعليقنا على 1ملوك 19:15 و16
اعتراض على 2ملوك 9:1-10 - من مسح ياهو؟
انظر تعليقنا على 1ملوك 19:15 و16
قال المعترض: «ورد في 2ملوك 8:26 «كان أخزيا ابن 22 سنة حين ملك، وملك سنة واحدة في أورشليم، واسم أمه عثليا بنت عمري». وورد في 2أخبار 22:2 «كان أخزيا ابن 42 سنة حين ملك، وملك سنة واحدة في أورشليم، فكيف يكون هذا؟».
وللرد نقول: لا شك أن ما جاء في 2ملوك 8:26 صحيح، فإن عمر أخزيا حين ملك كان 22 سنة. ففي 2أخبار 21:20 نقرأ أن عمر أبيه لما مات كان أربعين سنة. وما جاء في 2أخبار 22:2 غلطة من الناسخ، سببها أن اللغتين العبرانية واليونانية القديمتين لم يكن بهما الأرقام العربية، فكان العبرانيون يستخدمون الحروف الهجائية بدل الأرقام، وبعض هذه الحروف متشابهة الشكل، فمثلاً حرفا الدال والراء في العبرية متشابهان كثيراً. وهناك تشابه كبير بين الحرف الذي يدل على العدد 20، والحرف الذي يدل على العدد 40. وغلطة الناسخ هذه لا تغيّر أية عقيدة دينية. كما أن 2ملوك 8 يصحح ما جاء في 2أخبار 22. وقال المفسر المعروف متى هنري تعليقاً على هذا الموضوع: «لا نجد كتاباً مطبوعاً بدون قائمة تصحيح الأخطاء، ولا تُنسب الأخطاء للمؤلف، ولا تبخس الكتاب قيمته. والقارئ العادي يدرك القراءة الصحيحة تلقائياً، أو يدركها بمقارنة الخطأ بصواب آخر في نفس الكتاب».وقد كان النسّاخ أمناء في الاحتفاظ بالنص الذي وصلهم بغير تغيير، فسلّمونا ما وصلهم كما هو.
قال المعترض: »جاء في 2ملوك 10:13 و14 أن ياهو قتل إخوة الملك أخزيا. ولكن 2أخبار 22:8 يقول إن الذين قُتلوا هم أبناء أخيه«.
وللرد نقول: الحادثتان صحيحتان، فقد قتل ياهو إخوة الملك، كما قتل أيضاً أبناء أخيه، لأن الرب أمر ياهو أن يستأصل كل عائلة الملك الشرير أخآب. ومما يبرهن هذا أن قتل إخوة أخزيا تمَّ بعد قتل أخزيا نفسه، كما يقول 2ملوك 9:27، بينما تمَّ قتل أبناء أخ أخزيا قبل قتله، كما يقول 2أخبار 22: 8 و9.
اعتراض على 2ملوك 12:25
انظر تعليقنا على 1ملوك 14:12-17
قال المعترض: «ورد في 2ملوك 14:21 اسم عزريا، والصحيح أنه عزيا بدون الراء».
وللرد نقول: عزريا وعزيا لقبان يعنيان المدح، فمعنى عزيا هو »قوة الله«، ومعنى عزريا »السامع لله«. فسيّان إذا أُطلق عليه عزيا أو عزريا، لأن كليهما لقب للمدح، ويكون أن للرجل اسمين.
قال المعترض: «ورد في 2ملوك 16:2 «كان آحاز ابن عشرين سنة حين ملك، وملك 16 سنة في أورشليم. وورد في 2ملوك 18:1 و«في السنة الثالثة لهوشع بن أيلة ملك إسرائيل، ملَكَ حزقيا بن آحاز ملك يهوذا. كان ابن 25 سنة حين ملك، وملك 29 سنة في أورشليم». فيكون عمر آحاز 36 سنة. فإذا ملك ابنه وعمره نحو 25 سنة يكون أبوه قد ولده وعمره نحو 11 سنة. وهو غير معقول».
وللرد نقول: (1) اعتاد ملوك إسرائيل أن يشركوا وليّ العهد معهم في المُلك لتدريبه. وبما أن ابتداء حكم حزقيا كان في السنة الثالثة من حكم هوشع (كما في الآية الأولى) وكان حكم هوشع في السنة 12 من حكم آحاز (2ملوك 17:1) يتضح أن حُكم حزقيا بدأ في السنة 14 من حكم آحاز والده، ويكون قد حكم سنتين أو ثلاث سنين قبل وفاة والده. وبهذا يكون عمره عند ابتداء حكمه مع والده نحو 22 أو 23 سنة، ويكون عمره لمَّا حكم بعد وفاة والده نحو 25 سنة.
(2) كان القدماء يحسبون السنة التي بدأ فيها الحكم والسنة التي انتهى فيها الحكم سنة كاملة، فيكون عمر آحاز لمَّا بدأ الحكم 21 سنة، وحكم 17 سنة. وربما يكون حزقيا دخل في السنة 25 من حكمه، وعليه يكون عمر والده آحاز 14 سنة عندما ولده، وهو أمر عادي.
(3) لا مانع من أن يكون بينه وبين أبيه 11 سنة. قال أبو محمد: «كان بين عبد الله وبين أبيه عمرو بن العاص 12 سنة«. وأعاد ابن قتيبة هذا الكلام ثانية في كتاب «المعارف« فيكون مثل الفرق بين حزقيا وبين آحاز ابنه، فإن 12 سنة هجرية تساوي 11 سنة شمسية. وحدَّث اسحق بن راهوية عن صالح قال: «كانت لنا جارية بنت 21 سنة وهي جدة».
اعتراض على 2ملوك 17 و18 - متى فنيت أرام؟
انظر تعليقنا على إشعياء 7:8
اعتراض على 2ملوك 18:1 و2 - عُمر الملك آحاز
انظر تعليقنا على 2ملوك 16:2
قال المعترض: «جاء في 2ملوك 18:10 أن ملك أشور تسلَّط على أفرايم (مملكة إسرائيل) في السنة السادسة لمُلْك حزقيا بن آحاز. ولكن جاء في إشعياء 7:8 قول إشعياء لآحاز أبي حزقيا: «في مدة خمس وستين سنة ينكسر أفرايم». وهذا يعني أن أفرايم انكسر قبل تحقيق نبوَّة إشعياء».
وللرد نقول: انظر تعليقنا على إشعياء 7:8
قال المعترض: «جاء في 2ملوك 18:14-16 أن الملك حزقيا افتقر، ولكن إشعياء 39:2 و6 يفيدنا أن حزقيا كان غنياً جداً».
وللرد نقول: في مطلع حياة حزقيا كان غنياً، وكانت تأتيه هدايا من كل مكان (2أخبار 32:23 و27-29). ولكن هذه الثروة ضاعت بعد ذلك فافتقر.
قال المعترض: »في 2ملوك 19 جاءت قصة نصرة الملك حزقيا على ربشاقى، وتكررت مرة أخرى في إشعياء 37. فلماذا التكرار الذي لا داعي له؟«.
وللرد نقول: تكرار قصة معجزة هو للتوكيد، كما كان المسيح يقول »الحق الحق أقول لكم«. وتكرر كتب الوحي بعض القصص لأهميتها وللتذكير بها.
قال المعترض: «ورد في 2ملوك 20:1-6 أن حزقيا مرض، فطلب منه إشعياء أن يوصي بيته. ثم صلى حزقيا إلى الرب، فأرسل الله إشعياء إليه يبشَّره أن الله زاد على عمره 15 سنة. وهذا ناسخ ومنسوخ».
وللرد نقول: حسب المعترض الصلاة واستجابة الله لها ناسخاً ومنسوخاً. والحقيقة هي أن الله أجرى معجزة مع حزقيا إجابةً لصلاته، فحاول المعترض أن يجعل عمل المعجزات من الناسخ والمنسوخ! ويؤكد لنا الكتاب المقدس، كما تؤكد اختباراتنا اليومية أن الله يستجيب الصلاة بحسب إرادته الصالحة، فقد يعطي الطلب فوراً، وقد يؤجل إعطاءه للموعد المناسب، وقد يرفض إعطاءه لأنه ليس لخيرنا. وهو يشجعنا على الصلاة بالقول: »اسألوا تُعطوا. اطلبوا تجدوا. اقرعوا يُفتح لكم« (متى 7:7).
قال المعترض: «جاء في 2ملوك 23:30 عن الملك يوشيا «أركبه عبيده ميتاً من مجدّو، وجاءوا به إلى أورشليم ودفنوه في قبره« ولكن 2أخبار 35:24 يقول: «وساروا به إلى أورشليم، فمات ودُفن في قبور آبائه». سفر الملوك يقول إن يوشيا مات في مجدّو، ولكن سفر الأخبار يقول إنه مات في أورشليم».
وللرد نقول: يخبرنا سفر الملوك عن مكان موت يوشيا بقوله: »في أيامه (يوشيا) صعد فرعون نخو ملك مصر على ملك أشور إلى نهر الفرات. فصعد الملك يوشيا للقائه فقتله (فرعون) في مجدو حين رآه. وأركبه عبيده ميتاً من مجدو وجاءوا به إلى أورشليم ودفنوه في قبره« (2ملوك 23:29 و30). أما سفر الأخبار فيذكر أن يوشيا قال لعبيده »انقلوني لأني جُرِحتُ جداً« فساروا به إلى أورشليم وهو على حافة الموت، ودفنوه هناك. فلا تعارض، لأن سفر الأخبار يكتفي بذكر موته، دون تحديد مكان ذلك الموت، ثم يتابع ذكر نقله إلى أورشليم لدفنه في قبور آبائه.
قال المعترض: «ورد في 2ملوك 24:8 «كان يهوياكين ابن 18 سنة حين ملك«. وورد في 2أخبار 36:9 «كان يهوياكين ابن ثماني سنين حين ملك».
وللرد نقول: لمَّا كان عمر يهوياكين ثماني سنين أشركه والده في الحكم ليمرّنه ويدرّبه (راجع تعليقنا على 2ملوك 16:2). ولم يملك يهوياكين رسمياً إلا لمَّا كان عمره 18 سنة، وهو التاريخ الرسمي لبدء حكمه. وقد استمر حكمه منفرداً بعد وفاة والده ثلاثة أشهر وعشرة أيام (2 أخبار 36:9)، يذكرها 2ملوك 24:8 بالتقريب أنها ثلاثة أشهر.
قال المعترض: «جاء في 2ملوك 24:14 أن نبوخذنصَّر سبى كل أورشليم وكل الرؤساء وجميع جبابرة البأس، عشرة آلاف مسبي«. وفي 2ملوك 24:16 جاء أنه سبى أصحاب البأس سبعة آلاف، والصناع والأقيان ألف. ولكن جاء في إرميا 52:28 أن نبوخذنصَّر سبى 3023 في السنة السابعة، وسبى في السنة 18 من ملكه 832 وفي السنة 23 من ملكه سبى 745. جملة النفوس 4600».
وللرد نقول: أنشأ هذا الاعتراض وأمثاله حول رواية الكتاب المقدس لأحداث السبي البابلي أشخاصٌ لا يؤمنون بالوحي الإلهي. غير أن الحفريات والاكتشافات الأثرية التي تمت في القرن العشرين برهنت صدق ما جاء في الكتاب المقدس، خصوصاً ما وُجد في لاخيش وفي سجلات الملك نبوخذنصر. وقد هدمت هذه الاكتشافات كل ما كان يُثار ضد التوراة. كما يجب أن نأخذ في اعتبارنا أن السبي البابلي تمَّ في خلال عشرين سنة من الفوضى، ونَقْل السكان من مكان لآخر، وذلك من عام 605 ق.م. حتى سقوط أورشليم النهائي عام 586 ق.م.
ونورد ثلاثة احتمالات لتوضيح ما يبدو متناقضاً في روايتي 2ملوك 24 وإرميا 52 حول عدد المسبيين:
(1) قد يكون أن السفرين يتحدثان عن سبيَيْن مختلفَيْن. فما جاء في 2ملوك 24:12 يتحدث عن سبي جرى في السنة الثامنة للملك نبوخذنصر، بينما إرميا 52:28 يتحدث عن سبي جرى في السنة السابعة لنبوخذنصر. ويتحدث 2ملوك 25:8 عن سبي حدث في السنة 19 من حكم نبوخذنصر، بينما يتكلم إرميا 52:29 عمّا جرى في السنة 18 من حكمه. وقد أشار إرميا قبل ذلك للسنة 19 لنبوخذنصر (إرميا 52:12). إذاً لا يتحدث 2ملوك 24 وإرميا 52 عن نفس السبي.
(2) وقد يشير كلٌّ من السفرين إلى نوعية مختلفة من الأسرى المسبيين. فيذكر أحدهما عدد كل الأسرى، بينما يذكر الآخر عدد الأسرى المأخوذين من منطقة معيّنة. فيتحدث إرميا 52:29 عن عدد المسبيين من أورشليم، بينما يتحدث في آيتي 28 و30 عن الأسرى المسبيين «من بني إسرائيل». وربما قدّم لنا كاتب ملوك الثاني عدد أسرى من منطقة جغرافية أوسع.
(3) والأغلب أن عدداً كبيراً من الأسرى مات أو قُتل أثناء الترحيل الإجباري القاسي من فلسطين إلى بابل. لقد كانوا مرضى جائعين أثناء الحصار الذي سبق سقوط دولتهم. فيقدم أحد السفرين لنا عدد الأسرى الذين خرجوا من فلسطين، ويقدم الآخر عدد الأسرى الذين وصلوا أحياءً إلى بابل.
قال المعترض: »جاء في 2ملوك 25:7 »وقتلوا بني صدقيا أمام عينيه، وقلعوا عيني صدقيا.. وجاءوا به إلى بابل«. ولكن إرميا في أصحاح 34:3 قال لصدقيا: »وترى عيناك عيني ملك بابل، وتكلِّمه فماً لفم، وتذهب إلى بابل«. وهذا تناقض«.
وللرد نقول: أول ما قُبض على الملك صدقيا أمر ملك بابل بتقييده والإتيان به إلى معسكره في مدينة »ربلة« كما جاء في 2ملوك 25:6. وفي ربلة رأى الملك صدقيا ملك بابل بعينيه، كما قال إرميا في نبوته أصحاح 34:3. ثم قُلعت عينا صدقيا. وهكذا رأى صدقيا ملك بابل في ربلة، وليس في بابل.