معيار شخصي تماماً
زوجتي هي أجمل أمرأة في العالم !
أحضر لي أيّ امرأة مثلها !
إذا لم تستطع، يجب عليك أن تقبل أنّ كل شيئ تقوله صحيح .
آمل أنّ الجميع يمكن أن يرى أن هذا ليس جدلاً صحيحاً. ومع ذلك فهو جدل مشابه لجدل القرآن الذي يطالب بالأتيان بسورة من مثله، إذا لم تقدر يجب عليك أن تعتقد أنّ القرآن من اللّه (ومن ثمّ يجب عليك أن تطيعه).
ما الخطأ في مثل هذا التّحدٍّ أو المعيار؟
بالنسبة للمرأة، لا يمكن التوصل الى أخلاقها أو معرفتها من
خلال جمالها. وبالمثل ليس هناك أيّ علاقة منطقيّة بين الفصاحة والأصل الإلهيّ .
لكنّ حتّى إذا كانت هناك مثل هذه العلاقة، ليس هناك مقياس قائم يمكن أن نستحكم
اليه.
جمال المرأة خاضع للذوق الشخصي، مثله مثل الجمال في الأدب.
أختلاف أهواء الناس وأمزجتهم سبب لأختلاف أذواقهم. من يقدر أن يحكم على أن ما أجده
جميل هو أكثر جمالاً مما تراه أنت جميل؟ بعض النّاس يجد القرآن فصيح وجميل والبعض
الاخر لا يجده هكذا.
العامل المشترك ما بين جمال امرأة ممدوح من قبل زوجها،
والتقدير والإعجاب للقرآن المعبّر عنه من قبل مؤمن هو الأتباع. إذا كان الزوج
محباً لزوجته حقاً سوف يكون مقتنع أنها أجمل امرأة على الأرض، حتّى لو لم يشاركه
رأيه هذا أحد أخ، لأن هذا الرأي مرتبط بعلاقته بها، وليس لقدرته على الحكم على نحو
موضوعيّ.
بالنسبة لموقف الزوج المادح والمفضل لزوجته على باقي النساء،
هو موقف مقبول ومشجع وعواقبه محمودة. ولكن موقف كهذا تجاه القرآن أو أي كتاب مقدس
أخر لا يمكن أن يأخذ بنفس المعايير، لأن الخطأ في الأختيار له عواقبه (النار)
والصواب في الأختيار له عواقبه (الجنة).
قد يمدح الزّوج زوجته لجمالها المتميّز حتّى لو لم تكن أجمل
امرأة بسبب حبه (الأعمى) لها. أو لأنه يخشاها ولا يجرؤ على التحدث بسوء عنها.
بنفس الطّريقة فأن المسلم قد يكون على علاقة حبّ بالقرآن /
الإسلام و ليس قادر على أن يرى على نحو موضوعيّ. أو هو خائف من جرأة النّظر وعواقب
المقارنة التي قد تكون خطيرة.
على أيّ حال. يستحيل تماما دحض التحدي بالأتيان بأمرأة أكثر
جمالاً. لأن المتحدي قد جعل نفسه المدعي والحكم. لا أحد يقدر أن يفرض عليه رأي أو وجهة
نظر أخرى غير التي في ذهنه. وفي النّهاية، حتى لو أفحم فأن لديه مخرج، وهو أنه كان
يتكلّم عن الجمال الدّاخليّ الذي لا يمكن التعرف عليه وتقديره الا بالتعرف على
زوجته. هكذا هو الحال مع القرآن عندما يسحب المسلم المؤمن البساط من تحت
الناقد غير المؤمن بقوله: أن في القرآن جمال داخلي لا يقدره غير المؤمن به الذي لا
يرى فيه الجمال، والفصاحة والعمق ... الخ.
هذه المنهج هو منهج ذاتي تماماً. لا ينفع كمعيار للبحث عن حقيقة موضوعيّة.