الفصل السابع

 

 1 - يعقوب ويهوذا

 2- موسى النبي

 3- فرعون والعبور


1- يعقوب ويهوذا

     ثم فاضت روح ابراهيم ومات شيخا صالحا بعد عمر طويل، وانضم الى قومه. فدفنه اسحق واسماعيل ابناه في مغارة المكفيلة في حقل عفرون بن صوفر الحثي تجاه ممر، في الحقل الذي اشتراه ابراهيم من بني حث. هناك قبر ابراهيم وزوجته ساره.

                           سفر التكوين 25: 8-10

        ماذا سيحدث الآن بعد موت ابراهيم ؟ اصبح نسل اسماعيل كما قال الله يضم امما كثيرة. وجدد الله وعده مع اسحاق، واخبره بأنه سيصبح ابا لامة يأتي منها المخلص. وعاش كل من اسحق واسماعيل حياة طويلة ثم توفيا. انظر الشجرة التالية:  

    ابراهيم وسارة --- اسحق---عيسو

         2000  قبل الميلاد                  ويعقوب(1) – 1900 قبل الميلاد

                                       رؤبين

سمعان

لاوي

يهوذا                                   دان

نتالي                                    جاد

                                اشير                                  اسنيحار

زبولون                                  عيسو

يوسف

بنيامين

 

يعـقوب

        كان لاسحق ابنان: عيسو ويعقوب. كان الاول مثل قابيل يعيش حياته كما يريد ويعمل ما يريد. في حين كان الثاني يؤمن بالله، واعتبره الله بارا. وكان يعقوب يتوجه غالبا الى الله ويقدم ذبائح الدم على المذبح.

       وبنى يعقوب مذبحا هناك… لان الله تجلى له هناك

                                                        سفر التكوين 35: 6، 7

وآمن يعقوب بالمبادئ الموجودة في كلمة الله :

        بدون سفك الدماء لن يكون هناك غفران.

                                       الرسالة الىالعبرانيين 9: 22

لان نفس الجسد هي في الدم ولذلك جعلته لكم على المذبح ليكفر به عن نفوسكم لان الدم يكفر عن النفس.

                                       سفر اللاويين 17:11

ورغم فشل يعقوب تقريبا في حياتة، فقد كان الله مركز ثقته. وتغير اسمه لاحقا الى اسرائيل الذي يعني الله يسيطر. وجدد الله مع يعقوب نفس الوعد الذي قطعه مع ابراهيم واسحق. قال له الرب :

انا الرب اله ابراهيم ابيك واله اسحق… ويتبارك بك جميع قبائل الارض وبنسلك. 

                        سفر التكوين 28: 13، 14

وقال الله له ان احد احفاده سيكون بركة لجميع الامم، اشارة الى المخلص الموعود الذي سيأتي.

        كان ليعقوب اثنا عشر ابنا انحدرت منهم الاسباط الاثني عشر! وقد اخبر قبل موته ابنه يهوذا، بأن المخلص سيأتي من سبطه.

 

مصـر

        عاش ابراهيم واسحق ويعقوب حياة شبه بدوية في ارض كنعان. وفي السنوات الاخيرة من حياة يعقوب، ضربت المجاعة البلاد، فانتقل هو واولاده وعائلاتهم الى مصر. وكان عددهم في ذلك الوقت سبعون نفسا فقط. استقبلتهم مصر وعاملتهم حسنا. وكان احد ابناء يعقوب الاثني عشر -وهو يوسف - قد اخذ عبدا الى مصر قبل سنوات من ذلك، ومن خلال استغلاله الحكيم لمواهبه وعناية الله به، اصبح مسؤولا لا يستغني فرعون مصر عنه. ولهذا السبب كان فرعون يميل الى عائلة يوسف ويفضلها، فقدم لهم ارضا في دلتا النيل الغنية في منطقة تسمى غوشن، واستقروا هنالك حتى تنتهي المجاعة.

وبعد ثلاثمائة وخمسين سنة كانوا لا يزالون في مصر، وبلغ عددهم في ذلك الوقت مليونين ونصف المليون. اصبح احفاد ابراهيم واسحق ويعقوب بالفعل امة كبيرة.

 

2- مـوسى

لا يستطيع المرء ان ينسى مليونين ونصف من أحفاد يعقوب في مصر. وقد جاء الملك المصري (الفرعون) بفكرة.

     قام ملك جديد على مصر لم يكن يعرف يوسف. فقال لشعبه ان شعب بني اسرائيل اكثر واعظم منا. تعالوا نحتال عليهم كيلا يكثرون، فاذا وقعت حرب ينضمون الى اعدائنا ويحاربوننا ويخرجون من الارض. فأقاموا عليهم وكلاء تسخير لكي يعنتوهم بأثقالهم. فبنوا لفرعون مدينتين خزن وهما فيتوم ورعمسيس. غير انهم كانوا كلما اذلوهم ينمون ويمتدون حتىتخوفوا من قبل بني اسرائيل. فاستخدم المصريون بني اسرائيل بقسوة. ونغصوا حياتهم بخدمة شاقة بالطين واللبن وسائر اعمال الارض،  وجميع خدمتهم الذين استخدموهم كانت fبقسوة.                             سفر الخروج 1: 8-11، 12-14

ولكن الله لم ينس مواعيده. ويقول الكتاب المقدس …

 فسمع الله انينهم وذكر عهده مع ابراهيم واسحق ويعقوب. ونظر الله الى بني اسرائيل وعرفهم.

                                سفر الخروج 2: 24، 25

كان الله يخطط من اجل خلاص بني ابراهيم من عبوديتهم. وكان الرجل الذي اختاره الله في ذلك المكان، يدعى موسى. ولد موسى في مصر لابوين تحدرا من ابراهيم واسحق ويعقوب. وكان موسى عند مولده محكوما عليه بالموت، ولكنه انقذ بفضل العناية الالهية وتربي في بيت فرعون، واستطاع الوصول الى افضل تعليم في ارض مصر. وعندما اصبح بالغا، قتل موسى رجلا مصريا وهو يدافع عن اسرائيلي، فهرب ناجيا بحياته الى الصحراء، حيث اصبح راعيا لمدة اربعين سنة، تعلم فيها رعي الخراف. وكان هذا تخطيط من قبل الله.

     فساق موسى الغنم الى ما وراء البرية حتى افضى الى جبل الله حوريب. فتجلى له ملاك الرب في لهيب نار من وسط العليقة، فنظر فاذا العليقة تتوقد بالنار وهي لا تحترق.          

        سفر الخروج 2: 23 الى 3: 1-2

لا يستطيع المرء الا ان يتصور موسى وهو يحدق في العليقة لبعض الوقت. لا بد انه كان في حيرة. ما الذي يحدث هنا؟ الن تكون زوجته مسرورة اذا سمعت عن هذا الامر. حطب يحترق ولكنه لا يستهلك، وسوف يكون وقودا رائعا لموقد مطبخها:

 

     فقال موسى اميل وانظر هذا المنظر العظيم. ما بال العليقة لا تحترق. ورأى الرب انه قد مال لينظر،  فناداه الله من وسط العليقة وقال موسى، موسى..

                                          سفر الخروج 3: 3، 4

ولا شيء اغرب من شجرة تتكلم! يستطيع المرء ان يتخيل موسى ينظر حوله وهو يتصبب عرقا، ويأمل بأن لا يكون هناك من يستمع. كيف سيبدو وهو يتحدث مع عليقة؟!

وقال موسى :هاءنذا

قال : لا تدن الى ههنا، اخلع نعليك من رجليك، فان الموضع الذي انت قائم فيه ارض مقدسة. وقال انا اله ابيك اله ابراهيم واله اسحق واله يعقوب.                                         سفر الخروج 3: 4-6

لا بد ان الدم قد تجمد في شرايين موسى. لقد عرف الكثير عن الله السرمدي المتعالي. عرف ان الله كان الخالق والمالك لكل شيء، هو الله الحي. عرف ان الرب الاله القدوس قد فصل نفسه عن ابناء البشر بسبب خطيئتهم. وكان موسى نفسه خاطئا وقاتلا.

     فستر موسى وجهه اذ خاف ان ينظر الى الله. فقال الرب اني قد نظرت الى مذلة شعبي بمصر، وسمعت صراخهم من قبل مسخريهم وعلمت بكربهم...

فالآن تعال ابعثك الى فرعون، واخرج شعبي بني اسرائيل من مصر.

                                        سفر الخروج 3: 6، 7، 10

لا بد ان موسى قد تنهد بارتياح. لم يأت الله ليدين خطيئته، وانما ليكلفه بمهمة. وكانت هنالك معضلة، لان موسى كان راعيا، وكانت المهمة التي كلف بها صعبة. لن يضع الناس ثقتهم برجل تكلم مع عليقة. وقال موسى لله:

     انا سائر الى بني اسرائيل فأقول لهم، اله آبائكم بعثني اليكم. فان قالوا لي ما اسمه فماذا اقول لهم ؟ فقال الله لموسى انا هو الكائن. وقال كذا قل لبني اسرائيل الكائن ارسلني اليكم.

                                سفر الخروج 3: 1، 3، 14

ويعني الكائن الشخص الموجود ذاتيا، الله الموجود بقوته.

     هذا اسمي الى الدهر وهذا ذكري من جيل فجيل. امض واجمع شيوخ اسرائيل، وقل لهم الرب اله آبائكم تجلى لي، اله ابراهيم واسحق. ويعقوب وقال اني قد افتقدتكم وما صنع بكم في مصر، فقلت اني اخرجكم من مذلة المصريين الى … ارض تدر لبنا وعسلا.

        وسوف يسمع لك شيوخ بني اسرائيل

                                                سفر الخروج 3: 15-18

ورغم ان موسى كان يخشى من العواقب، الا انه كان يعلم ايضا ان الله اذا قطع وعدا، حافظ عليه دائما. فجمع موسى امتعته وقفل راجعا الى مصر، الى فرعون وعبيد بني اسرائيل. ولقي في الطريق اخاه هارون الذي ارسله الله ليكون الناطق بلسانه.

وجمع موسى وهارون جميع شيوخ بني اسرائيل، واخبرهم هارون بكل شيء قاله الرب لموسى:

     فآمن الشعب. واذا سمعوا ان الرب قد افتقد بني اسرائيل ونظر الى مذلتهم، خروا وسجدوا.        

                        سفر الخروج 4: 29، 30، 31

لقد تم الامر تماما بالطريقة التي قال الله انه سيتم بها. آمن الشعب وسجدوا للرب. كان الله يحفظ وعده.

 

   3-فرعون والعبور

        كان الامر الوحيد الذي يسعى اليه موسى وهارون، هو اقناع قادة بني اسرائيل ان الله قد تكلم، ولكن الجهد الكبير في اقناع فرعون بالفكرة، اثار عددا كبيرا من  المشاكل المزعجة.

     وبعد ذلك دخل موسى وهرون الى فرعون وقالا : كذا قال الرب اله اسرائيل، اطلق شعبي…فقال فرعون:من هو الرب فاسمع لقوله واطلق  بني اسرائيل؟ لا اعرف الرب ولن اطلق  بني اسرائيل.

                        الخروج5: 1، 2

        حسنا، لقد كان فرعون على صواب في أمر واحد- وهو انه لم يعرف الرب. كانت مصر تكرم عددا من الآلهة، مثل اله الشمس واله العواصف ونهر النيل، وكان فرعون نفسه الها. وكان يرمز لكل اله برمز مختلف: العقاب، والضفدع، والعقرب، وهكذا. وعبد المصريون القدماء الخليقة بدلا من الخالق. ولم يكن فرعون جاهلا بالإله الحقيقي الوحيد، وانما كان يرفض فكرة ان يعرف عن ذلك. وكانت عبادة الخالق بالنسبة له تعني خسارة كبيرة في القوة والمكانة، وسيكون لاطلاق بني اسرائيل آثارا سيئة على الاقتصاد، وخسارة كبيرة للعمل المجاني. كان فرعون يعارض هذه الفكرة بشدة. فقال الرب لموسى سترى الآن ماذا سأصنع بفرعون….

     وسأدخلكم الارض التي رفعت يدي مقسما ان اعطيها لابراهيم واسحق ويعقوب، فاعطيها  لكم ميراثا. انا الرب.

                                          سفر الخروج 6: 7، 8

شعب الله

        قال الله أن بني اسرائيل سيصبحون شعبه، ولا يعني هذا ان شعب اسرائيل يمكنه ان يتبع الاله الحقيقي فقط، وانما اراد الرب ان يجعل الامر سهلا للامم المختلفة في الارض. أن يعرفوا تماما ماذا كان الله، وكيف كانت علاقته بالانسان.  وكل ما كان على العالم ان يقوم به، هو ان ينظر الى امة واحدة، وسيرى الناس من خلالها درسا حيا، كاملا وحقيقيا، كيف تعامل الله مع البشرية. وسوف نرى لاحقا كيف قام بني يعقوب بهذا الدور المحدد.

        قال الله انه سينزل الضربات بمصر لكي يخلص اسرائيل، وسيعلم الامتين من خلال ذلك شيئا عن نفسه.

الدرس الذي سيتعلمه بنو اسرائيل...

        وتعلمون اني انا الرب المخرج لكم من تحت اثقال المصريين.

                                                سفر الخروج 6: 7

الدرس الذي سيتعلمه المصريون…

ويعلم المصريون اني انا الرب، اذ مددت يدي على المصريين اخرجت بني اسرائيل من بينهم.             

                سفر الخروج 7: 5

        كان الله يريد ان يعلّم كلا من الامتين الدرس نفسه: انه هو الله وحده ولا اله غيره. ولكن فرعون لم يرغب في ان تكون له صلة مع موسى وهرون . وهكذا قال لهما الله:

     فامض الى فرعون بالغداة فانه يخرج الى الماء، فقف للقائه على شاطئ النهر… وقل له، الرب اله العبرانيين بعثني اليك قائلا اطلق شعبي…وانت الى الآن لم تسمع. كذا قال الرب: بهذا تعلم اني انا الرب ها انا … أضرب ماء النيل فينقلب دما. ويموت السمك في النهر، فينتن النهر ويعاف المصريون ماء النهر ان يشربوه.

                                  سفر الخروج 7: 15-18

وهذا ما حدث تماما. فقد ضرب الله صميم الديانة المصرية القديمة، عندما جعل احد الهتهم  وهو نهر النيل ينقلب دما. وجعل النهر كريها لهم! ولكن…

      فتصلب قلب فرعون ولم يسمع الى موسى وهرون… ولم يوجه قلبه الى هذه ايضا. 

                    سفر الخروج 7: 22، 23

 

الله مقـابل الهـة

وهكذا بدأت دورة. يحذر الله فرعون لكي يطلق بني اسرائيل، ويقول فرعون كلا، فيجلب الله الضربات. وتستهدف كل ضربة الها آخر من الهة المصريين.

انقلب نهر النيل اولا  الى دم

ثم ارسل الله بلاء الضفادع - في كل ثقب وشق

في الطعام والبيوت - في كل مكان

وتبع هذا موجات عدوانية من البعوض (2)

وحل الذباب محل البعوض

ثم ضرب الوباء الماشية، فماتت جميعها

وتألم الناس من ظهور البثور المتقيحة

ثم دمرت عاصفة هائلة من البرد محاصيلهم

والتهمت جحافل الجراد ما تركه البرد

وضرب الله اخيرا الاله الحقيقي، الاله المزيف، الشمس، بلعنة الظلام الذي كان كثيفا جدا وشعر به الجميع.

وكانت الضربات التي انزلها الله في مجملها عشر ضربات، وستأتي الضربة الاخيرة الاكثر تدميرا فيما بعد. وكلم الله موسى وهارون:

     وقال الرب لموسى: بقيت ضربة واحدة انزلها على فرعون والمصريين وبعدها يطلقكم من ههنا، وعند اطلاقه لكم جملة، يطردكم من ههنا طردا.

 كذا قال الرب: اني نحو نصف الليل اجتاز في وسط مصر، فيموت كل بكر في ارض مصر من بكر فرعون الجالس علىعرشه، الى بكر الامة التي وراء الرحى…

                                       سفر الخروج 11: 1،4،5

وكانت الضربة الاخيرة في الحقيقة هي الضربة الاسوأ التي حلت بالمصريين وبني اسرائيل على السواء، اذا لم يتبعوا تعليمات الله. ان الله عادل، وينفذ الحكم على الخطيئة، ولكنه إله محب ايضا يمنح برحمتة طريقا للهرب. لم يعد الامر يرتبط بالمصريين او ببني اسرائيل، فعندما يتعلق الامر بعدالة الله او محبته، فانهما  يتساويان في حضرته. ورغم ان كليهما يستطيعان اختبار محبة الله، فانهما سيختبران حكم الله اذا لم يستمعا. وقال الله:

خذوا حملا…

وكلم الرب موسى وهرون في ارض مصر… في العاشر من هذا الشهر يتخذ كل واحد حملا بحسب بيوت الآباء ، لكل بيت حملا.

                                       سفر الخروج 12: 1، 3

كان الله يطلب حملا ذكرا كاملا بلا عيب، يجب ان لا يكون مشوها او معطوبا بأية طريقة:

حمل صحيح ذكر حولي يكون لكم من الضأن او المعز تأخذونه.

                                        سفر الخروج 12: 5

اذبحوا الحمل في الوقت المحدد:

    ويكون عندكم محفوظا الى اليوم الرابع عشر من هذا الشهر فيذبحه كل جمهور جماعة اسرائيل بين الغروبين.

                                       سفر الخروج 12: 7

ابقوا داخل البيوت حتى الصباح:

لا يخرج احد منكم من باب منزله الى الغداة.

                                       سفر الخروج 12:22

لاتكسروا العظام:

    في بيت واحد يؤكل، لا تخرج من البيت من اللحم شيئا الى خارج وعظما لا تكسر منه

                سفر الخروج 12: 46

سأجـتاز

     وانا أجتاز في ارض مصر في تلك الليلة، واقتل كل بكر في ارض مصر من الناس والبهائم وبجميع الهة المصريين اصنع احكاما انا الرب. فيكون الدم لكم علامة على البيوت التي انتم فيها، فأرى الدم واعبر عنكم ،ولا تحل بكم ضربة هلاك اذا ضربت ارض مصر.

                سفر الخروج 12: 12، 13

عندما جاء الله في الحكم ليقتل الابكار، اجتاز عن كل بيت وضع عليه الدم، سواء كان البيت اسرائيليا ام مصريا. كان الدم عى الابواب دليلا خارجيا بأن سكان ذلك البيت يثقون بالله ويؤمنون بكلمته.

 

اعتـبر

تستطيع ان تتخيل الذي سيحدث اذا  حكّم رجل نفسه قائلا: ان قتل افضل حمل هو امر سخيف، لدي خروف كبير السن ومكسح، وهذا سيكفي.

او اذا نادى احد الناس على اصدقائه، قائلا: مرحبا يا اصحاب، انها ليلة جميلة، دعنا نحتفل في الخارج.

        هل سيعلق الله الحكم ويجتاز ببساطة؟ كلا بطبيعة الحال.  قد يفعل الناس ذلك بنية حسنة، ولكنهم في الوقت نفسه لا يتبعون تعليمات الله. انهم يفعلون ما يفكرون به، كما فعل قابيل وغيره من الناس في زمن نوح. سيحكم الرب عليهم مع المصريين، لانهم رفضوا ان يثقوا به. سوف يحصلون تماما على ما استحقوه.

        ومن ناحية اخرى، لو سمع احد المصريين أن الله سينزل ضربة اخيرة ؟ واكتشف بعد تفكير ان الآلهة التي يؤمن بها كاذبة، وان بني اسرائيل يعبدون  الإله الحقيقي الوحيد، واراد ان يكون هذا الإله هو لإاله الذي يعبده. ماذا يطلب الرب منه؟  هل سيجتاز الله عن بيت ذلك المصري الذي وضع ايمانه في الله واتبع تعليمات الفصح... في تلك الليلة؟ هل كان سينجو من العقاب؟ نعم، سينجو لانه آمن بالرب بطريقة الله. وسيقبل الله ايمانه ويمده بالنعمة والرحمة.

     فلما كان منتصف الليل، ضرب الرب كل بكر في جميع ارض مصر، من بكر فرعون الجالس على عرشه، الى بكر الاسير الذي في السجن، وجميع ابكار البهائم. فقام فرعون ليلا هو وجميع عبيده وسائر المصريين، وكان صراخ عظيم في مصر، حيث لم يكن بيت الا وفيه ميت. فدعا موسى وهرون ليلا وقال قوما فاخرجا من بين شعبي انتما وبنو اسرائيل، وامضوا واعبدوا الرب كما قلتم. وغنمكم وبقركم ايضا خذوها كما قلتم وامضوا وباركوني ايضا. والح المصريون على الشعب ليعجلوا اطلاقهم من الارض، لانهم قالوا قد متنا بأجمعنا. وفي ذلك اليوم عينه اخرج الرب بني اسرائيل من ارض مصر بجيوشهم.

                                                سفر الخروج 12: 29-33، 51

يحفـظ الله كلمـته

        كان الله رحيما مع فرعون عندما أعطاه رسالة واضحة من خلال النبي موسى. وفر له فرصا كثيرة لاطلاق سراح بني اسرائيل، وعندما استمر فرعون في الرفض، ادان الله المصريين تماما كما قال بأنه سيفعل. ان الله ليس مثلنا. يمكن ان نهدد بتأديب اولادنا ولكننا لا نتابع الامر غالبا. ان الله يحفظ كلمته دائما.

وفي المقابل، اختبر بنو اسرائيل لطف الرب لانهم آمنوا به. وعندما جاء ليدين، وحيثما رأى الدم، اجتاز عنهم. لقد عاش الابكار لان حملا قد مات فقط. لقد كان الامر على هذه الطريقة منذ البداية. لقد قبل الله ذبيحة هابيل كدفعة موت بدلا منه. وعندما قدم ابراهيم ابنه ذبيحة، مات الكبش مكان الغلام. ومات الحمل الآن في الفصح مكان البكر.

كانت الذبائح البديلة اقوالا مرئية تعبر عن ثقة كل شخص بالله والمخلص. ولانهم آمنوا بالرب فقد اطاعوه.

واصبح هذا العيد عيدا تقليديا لبني اسرائيل، يذكرهم بخلاصهم من العبودية في كل سنة يأكلوا فيها الفصح.

    ويكون هذا اليوم لكم ذكرا فتعيدونه عيدا للرب ، تعيدونه مدى اجيالكم - فريضة ابدية.

                                       سفر الخروج 12: 14

ولا يزال العديد  من احفاد ابراهيم واسماعيل حتى هذا اليوم، يضعون دم الذبيحة على ابواب وجدران بيوتهم، علامة لحماية الله لهم من الشر. ولا نعرف اذا كان اصل هذا التقليد يعود الى تذكر المرء لطريقة خلاصه من دينونة الله، باتباعه هذه التعليمات ام لا. والذي نعرفه ان الله اظهر رحمته الكبيرة لكل الذين آمنوا وقدموا ذبيحة الدم.

وهكذا تم تحرير بني اسرائيل من عبوديتهم واخراجهم من الارض على يد اسيادهم السابقين. لقد حفظ الله وعده - وحصل الامر تماما كما قال انه سيحصل.

 


 إلى الفصل الثامن | إلى محتويات كتاب غريب على الطريق


كتب أخرى

الرد على الإسلام