الفصل
الثامن
2
- الوصايا العشر
3 -
المحكمة
1 - الخبز والسلوى والماء
لم
يكن بنو اسرائيل في حالة منظمة عندما انطلقوا في رحلتهم الطويلة. اضطرهم المصريون الى
المغادرة بصورة سريعة، فلم يحملوا معهم الا الثمين. لم يكن لديهم الوقت الكافي لحزم
امتعتهم بطريقة جيدة، فغادروا مسرعين وساقوا ماشيتهم امامهم . وفي مثل هذه الظروف
التي يبلغ فيها عدد المغادرين 5ر2 مليون تقريبا، تكون الفوضى كبيرة ! كان موسى يقودهم،
ولم يكن بامكانه ان يقول او يصرخ لمثل هذه الجموع الكثيرة "الى هذه الطريق" ؟ لم يكن بامكان
افضل المراقبين والفضوليين ان يجدوا موسى بين هذه الجموع! لكن الله حل المأزق.
وكان
الرب يسير امامهم نهارا في عمود من غمام ليهديهم الطريق، وليلا في عمود من نار ليضيء
لهم، لكي يسيروا نهارا وليلا.
سفر
الخروج 13: 21
واستطاع
الجميع نتيجة وجود منارة على الطريق من تنظيم انفسهم في الحال. وكل ما كان عليهم
ان يفعلوه هو النظر الى الامام واتباع الغمام، وهم واثقون بأن الله يهديهم.
واستطاعوا السفر ليلا بفضل عمود النار الذي اقامه الله امامهم. وكان هذا الامر
وسيلة للسيطرة على هذا الجمهور الكبير الضخم!
وكانت
قبائل الصحراء تسكن على الطريق الذي يصل مباشرة بين مصر وارض كنعان، وكان القسم
الاكبر منها قادرا على الدفاع عن نفسه في المعارك. وقد اخذت هذه القبائل
بالاستعداد للدفاع عن نفسها، عندما شعرت بوجود ما يقرب من 5ر2 شخص يسيرون باتجاههم.
ولكن…
… لم يسيرهم الرب في طريق ارض الفلسطينيين
مع انه قريب، لان الله قال: لعل الشعب يندم، اذا رأى حربا، فيرجع الى مصر. فادار
الله الشعب في طريق برية بحر القصب.
سفر الخروج 13: 17، 18
كان
الله يراقب بني اسرائيل، فقادهم الى برية سيناء (1)، التي كانت خالية من السكان تقريبا.
وكانت هذه الارض الخربة المهجورة خالية من الاعداء، وفيها طعام قليل جدا، فظهر
تذمر شديد من قبل الشعب.
….
فتذمرت جماعة بني اسرائيل كلها على موسى وهارون في البرية. وقال لهما بنو اسرائيل:
ليتنا متنا بيد الرب في ارض مصر، حيث كنا نجلس عند قدر اللحم ونأكل من الطعام
شبعنا، في حين انكما اخرجتمانا الى هذه البرية، لتميتا هذا الجمهور كله بالجوع.
سفر الخروج 16: 2، 3
تذمر
الشعب، واراد الكثيرون منهم الرجوع الى العبودية. كان موقفهم الساخر هذا من تدبير
الله محزنا، لان الرب اظهر عناية وحراسة لهم، ولم يكن على وشك التخلي عنهم. كان
عليهم ان يطلبوا الطعام من الله، لانه اراد ان يكون مدبرهم. ولكنهم تذمروا.
فكلم الرب موسى قائلا: اني قد سمعت تذمر
بني اسرائيل، فكلمهم قائلا: بين الغروبين تأكلون لحما، وفي الغداة تشبعون خبزا ، وتعلمون
اني انا الرب الهكم. فلما كان المساء ، صعدت السلوى فغطت المحلة، والغداة كان سقيط
الندى حوالي المحلة. ولما ارتفع سقيط الندى ، اذا على وجه البرية شيء دقيق ، مكتل
كالجليد على الارض. فلما رآه بنو اسرائيل، قال بعضهم لبعض: "من هو"، لانهم
لم يعلموا ما هو. فقال لهم موسى: "هو الخبز الذي اعطاكم اياه الرب مأكلا.
سفر
الخروج 16: 11-15
وفر
الله لهم الخبز واللحم، وما كان عليهم ان يعملوا للحصول على هذا الطعام. وكان
الخبز متوفرا في كل يوم لكي يجمعوه، وكان
يجب تذكيرهم كل يوم: ان الله هو الرازق. ولا بد انهم شعروا بالاحراج، لانهم تذمروا
اول الامر. كان الله يعلّم بني اسرائيل درسا آخرا.
كان
للخبز غرض اعظم من كونه طعاما. قال الله…
… بهذه الطريقة امتحنهم ، ايسلكون في شريعتي
ام لا.
امر
الله موسى ان يخبر الشعب بأن يجمعوا من الخبز بمقدار ما يمكن ان يأكلوه في يوم
واحد. وهذا امر سهل:
فلم
يسمعوا لموسى، وابقى منه أناس الى الغداة ، فدب فيه الدود وانتن، فسخط عليهم موسى.
سفر الخروج 16: 20
كان
الدرس بسيطا، ولم يصب احد بأذى، ولكن الشعب تعلم من خلال هذه التجربة ان الرب يعني
ما يقول، وكان عليهم ان يثقوا به. كان العصيان محفوفا بالمخاطر.
التـذمر
ثم
ارتحل كل جماعة بني اسرائيل من برية سين مرحلة مرحلة على حسب امر الرب ونزلوا
رفيديم. ولم يكن ماء ليشرب الشعب. فخاصم
الشعب موسى وقالوا: اعطونا ماء نشربه، فقال لهم موسى: لم تخاصمونني، ولم تجربون
الرب؟ وعطش هناك الشعب الى الماء ، وتذمروا على موسى وقالوا :لم اصعدتنا من مصر؟ ألتقتلنا
وبنينا ومواشينا بالعطش ؟ فصرخ موسى الىالرب قائلا : ما اصنع بهولاء الشعب؟ انهم
عن قليل يرجمونني.
سفر الخروج 17: 1-4
كان
يمكن الاستفادة بصورة كبيرة من الاخطاء الماضية، ولكن الشعب عاد الى التذمر والغضب،
وكان الامر يتعلق بالماء هذه المرة. لم يكن بنو اسرائيل يمثلون بصورة جيدة "شعب
الله".
فقال له الرب مر امام الشعب، وخذ معك من
شيوخ اسرائيل وعصاك التي ضربت بها النهر… ها انا قائم امامك هناك على الصخرة في
حوريب، فاضرب الصخرة فانه يخرج منها ماء فيشرب الشعب . فصنع موسى كذلك على مشهد
شيوخ اسرائيل.
سفر الخروج 17: 5، 6
المـاء
نشاهد
في بعض المناسبات لوحات فنية تمثل هذه المعجزة. يصور موسى واقفا فوق صخرة ممسكا
بعصاه، وسيل صغير من الماء ينساب على الارض بالحجم الذي تتوقعه من حنفية ماء
صغيرة. وفي حقيقة الامر، لا بد ان الماء الذي اندفع كان قويا جدا. فقد كان هناك
جمهور كبير من الناس يشعر بالعطش، وعدد كبير من قطعان الماشية. ولم يكن الماء الذي
اندفع سيلا صغيرا، وانما فيضانا قويا ! ويقول الكتاب المقدس:
فتح
الصخرة واندفع الماء خارجا، مثل نهر جرى الماء في الصحراء.
سفر المزامير 105: 41
زود
الرب الشعب باحتياجاته مرة ثانية، رغم انه لا يستحق ذلك. وكان يستطيع ان يستعمل
القوة بصفته خالقهم ومالكهم، وان يأمرهم بالتصرف الحسن والاستقامة. ولكن الله كان لطيفا
وحليما، اظهر لهم رأفته ولطفا لم يستحقوه. لا يستحق الانسان الخاطيء محبة الله
الرؤوفة، ولكن الله يعتني به رغم خطيئته.
2
–
الوصايا العشر
قال
الرب: كان على بني اسرائيل ان يكونوا مثلا لبقية الشعوب في علاقة الله بالانسان
وعلاقة الانسان بالله. ولكنهم كانوا بحاجة الى معرفة المزيد عن الرب. كانت ارادة الله
في كشف ذاته مستمرة، وكان الكشف الرئيسي الآتي عن شخصيته على وشك ان يحدث.
وفي
الشهر الثالث لخروج بني اسرائيل من ارض مصر، في ذلك اليوم جآءوا برية سيناء. رحلوا
من رفيديم وجآءوا برية سيناء فنزلوا في البرية. هناك نزل اسرائيل تلقاء الجبل.
وصعد موسى الى الله فناداه الرب من الجبل قائلا: اكذا تقول لآل يعقوب وتخبر بني
اسرائيل. قد رأيتم ما صنعت بالمصريين وكيف حملتكم على اجنحة النسور وأتيت بكم الي
. والآن ان امتثلتم اوامري وحفظتم عهدي، فانكم تكونون لي خاصة من جميع الشعوب، لان
جميع الارض لي وانتم تكونون لي مملكة احبار وشعبا مقدسا. هذا هو الكلام الذي تقوله
لبني اسرائيل.
سفر
الخروج 19: 1-6
اذا… عندئـذ
كان
الله يقول بعبارات بسيطة: "اذا اطعتموني فانني سأقبلكم وتكونون شهادة عني لجميع
الامم الاخرى". وكان الشرط الوحيد وعبارة السر الكبيرة: "اذا
اطعتموني، عندئذ…"
كان
سجل بني اسرائيل حتى الآن سيئا. لقد جمعوا في الصحراء خبزا اكثر مما احتاجوا اليه،
حتى عندما اخبرهم الرب بوضوح ان لا يفعلوا ذلك. وتذمروا بدلا من ان يتقوا. وكانت الاستجابة
الامينة لكلمات الله تبدو كالتالي:"يا رب، لقد فشلنا في اتباع كلمتك. انت
قدوس ونحن خطأة. اذا كنت تنظر الينا كما تنظر الى الكهنة البارين - وتريد ان
تقبلنا على اساس طاعتك - فاننا نواجه مشكلة كبيرة!"
لامشكلـة
وعندما
جمع الناس معا وسألهم كيف كان شعورهم ازاء اعلان الله، رد الشعب بحماس ودون
اعتراض: كل ما تكلم به الرب نعمل به. وهكذا احضر موسى جوابهم الى الرب.
لقد
رددوا جميعا بقلوب صادقة: "نؤكد لك يا رب، ان كل شيء تطلبه منا هو حسن، سنكون
كهنة مخلصين، وان القداسة ليست مشكلة ايضا. سنكون افضل امة مقدسة رأيتها. نستطيع
ان نكون كذلك!" ربما كان في ذلك شيء من المبالغة، ولكنك تدرك الفكرة دون شك.
كانت حقيقة الامر ان الانسان في هذا الوقت، لم يستطع فهم القداسة او البر بصورة
كاملة، واراد الله ان يوضحها له بصورة كاملة.
وسائل مرئية
بدأ
الدرس ببعض الوسائل المرئية:
وقال الرب لموسى امض الى الشعب وقدسهم اليوم وغدا وليغلسوا ثيابهم. ويكونوا
مستعدين لليوم الثالث، فانه في اليوم الثالث يهبط الرب امام جميع الشعب على جبل
سيناء.
سفر
الخروج 19: 10-11
اخبر
الله موسى ان يعلم أبناء الشعب ان يتكرسوا او ينفصلوا. واخبرهم الله ان يغسلوا
ثيابهم. وقد ساعدتهم هذه الوسيلة العملية المرئية ان يدركوا ضرورة الابتعاد عن الخطيئة،
لانها لم تزل. واستطاع الفيلسوف والشاعر العظيم جلال الدين الرومي بعد عدة قرون،
ان يدرك هذا المفهوم، فكتب: ان الصلاة المناسبة هي: "اغسلني يا رب. لقد غسلت
يدي هذا الجزء مني، ولكن يدي لا تستطيع ان تغسل روحي. انا استطيع غسل هذا الجلد،
ولكنك تستطيع ان تغسلني". ان تكون نظيفا من الخارج لا يعني بالضرورة ان تكون طاهرا من الداخل. فالايدي النظيفة لا
تستطيع ان تخلق قلبا نقيا. ان غسل الثياب اظهر نظافة ونقاوة امام الرب، الا ان
الغسيل في حد ذاته لم يطهرهم من الخطيئة. وساعدت هذه الاعمال الشعب على ان يدرك بأن
الطهارة الروحية كانت جانبا مهما من البر.
لم
ينه الله وسائله البصرية، فقال لموسى:
واجعل
حدا للشعب من حواليه، وقل لهم احذروا من ان تصعدوا الجبل او تمسوا طرفه فان كل من
مس الجبل يقتل قتلا.
سفر الخروج 19: 12
كان
هذا الحد صورة واضحة للانفصال الموجود بين الله والانسان بسبب الخطيئة. وحذر
الانسان بأن لا يقترب من الله لانه قدوس، ولا يستطيع الانسان الخاطئ ان يحيا
بحضرته. وهذا تذكير بأن الموت هو نتيجة الخطيئة.
وحدث
في اليوم الثالث عند الصباح، انها كانت اصوات بروق وغمام كثيف على الجبل، وصوت بوق
شديد جدا، فارتعد جميع الشعب الذي في المحلة. فاخرج موسى الشعب من المحلة لملاقاة
الله، فوقفوا اسفل الجبل. وطور سيناء مدخن كله، لان الرب هبط عليه بالنار… ثم تكلم
موسى والله يجيبه بالصوت.
سفر
الخروج 19: 16-19
كانت
وسائل الله المرئية الاخيرة مؤثرة بشكل مرعب - رعود وبروق وغمام كثيف، وصوت بوق
شديد ودخان ونار. وارتجف جميع الشعب! كان الله يوصل فكرته الى الناس. ولان الانسان
خاطئ، فقد كان لديه ما يكفي من الاسباب لكي يرتجف في حضرة الله القدوس.
كان
الانسان في هذه الدقائق يقوم بخطوة كبيرة في
معرفة طبيعة الله. كان الله على وشك ان يحدد ماذا يعنى بكلمة مقدس وكلمة بار، وكأن
الرب يقول:
لقد رأيتم بعيونكم
بأني إله يهتم بكم. ولم افعل هذا من قبل
ابدا - لم اضع الاشياء بوضوح كهذا ابدا - واذا اطعتم القواعد العشر التي سأعطيكم
اياها، فعندئذ ستكونوا شعبا مقدسا - شعبا خاصا بعلاقة خاصة وتخصوني انا فقط. سوف
تعرفون كيف تعيشون مع بعض في طريقة مسرة ومرتبة. وسوف تتمكن جميع الشعوب والاممم
الاخرى ان ترى تلك الحقيقة، وسوف يعرفون كيف يتبعونني. وهم ايضا سوف يطيعونني
ويكونون ابرارا (2).
ثم
تكلم الله:
انا الرب الهك… لا يكن
لك الهة اخرى تجاهي
سفر
الخروج 20: 2،3
كان الرب يقول للانسان
ان لا يعبد احدا او شيئا آخر، وكان السبب المذكور واضحا:
انا هو الرب، ولا يوجد
آخر، وسواي لا يوجد اله
اشعيا 45: 5
يوجد
اله واحد فقط من اجل ان يكرّم. وليست القضية مجرد ثقة بالله، انها تتعلق بالله
الحقيقي. يجب على الذين يريدون ان يكونوا ابرارا ان يعبدوا الرب فقط.
يشعر الناس بالراحة غالبا،
لأنهم حفظوا هذه القاعدة، ولانهم لا يعبدون الها وثنيا. واذا كانت العائلة او
الاصدقاء او المرشدون الروحيون او المكانة او العمل او المال او الترفيه او
التقاعد اكثر اهمية بالنسبة لك من الله،
فعندئذ تكون قد خالفت هذه الوصية.
الوصية الثانية
لا تصنع لك منحوتا ولا صورة شيء مما في
السماء من فوق، ولا مما في الارض من اسفل، ولا مما في الماء من تحت الارض. لا تسجد
لهن ولا تعبدهن…
سفر
الخروج 20: 4-5
جاء
في الوصية الاولى: يجب ان لا نعبد الها آخر. وجاء في الوصية الثانية ان الانسان
يجب ان لا يعبد صورة او منحوتا لاي اله، سواء كان حقيقيا ام كاذبا. ولا يريد الله
من البشرية ان تنحني امام الصور والايقونات والتماثيل التي تمثله. وبما ان الله
روح فلا حاجة للانسان ان يصنع صورة مادية له. ان التماثيل المصنوعة من قبل الانسان
ليست جديرة بالعبادة – ان الله الحقيقي فقط جدير بالعبادة.
انا
هو الرب، وهذا هو اسمي! سوف لا اعطي مجدي لآخر او تسبيحي للاصنام
اشعيا
42: 8
واحدى
متطلبات الله الاخرى للقداسة – لكي يتم قبولها من قبل الله الخالق - ان لا يعبد الانسان
أي تمثال او صورة له او لخليقته.
لا تحلف باسم الرب
الهك باطلا لان الرب لا يزكي من يحلف باسمه باطلا.
سفر
الخروج 20: 7
يأمر
الله الانسان في الوصية الثالثة أن يحترمه دائما. لأن الله ذو سيادة، واسمه يجب ان
لا يستعمل بصورة خفية. يستحق الاكرام لانه قاض لكل الارض، وملك جدير بأقصى الاكرام.
ولكي يكون المرء بارا عليه ايضا ان يقدر الله السامي في العلو.
اذا استعملت اسم الله عند القسم تكون قد خالفت
هذه القاعدة. اذا قلت في احدى المرات انك
ستقوم بهذا العمل او ذاك ان شاء الله ! ولكنك لم تقصد ان تفعل ذلك، تكون قد اظهرت
عدم الاحترام لاسم الله، وخالفت هذه الوصية. اذا قلت بالله لم افعل هذا او ذاك من
الاشياء، وكنت تعرف حقيقة انك مذنب، تكون قد اسئت استعمال اسم الله.
الوصية الرابعة
اذكر يوم السبت لتقدسه. في ستة ايام
تعمل وتصنع جميع اعمالك. واليوم السابع سبت للرب الهك لا تصنع فيه عملا….
سفر الخروج 20:
8-10
يقول
الله لبني اسرائيل ان يذكروا اليوم السابع، ان يوم السبت هو يوم للراحة. وسيظهر
هذا اليوم الخاص لبقية العالم، أن الله يقيم معهم علاقة مميزة. ويقول الكتاب المقدس
:
وانت فمر بني اسرائيل وقل لهم سبوتي فاحفظوها،
لانها علامة بيني وبينكم مدى اجيالكم، لتعلموا اني انا الرب مقدسكم.
الخروج 31: 13
اراد
الله من بني اسرائيل ان يعرفوا انهم اذا ارادوا ان يكونوا مقدسين، يجب عليهم تقديس
يوم السبت كعلامة خاصة تميزهم.
الوصية الخامسة
اكرم اباك وامك…
الخروج 20: 12
يأمر
الله في هذه الوصية الابناء باكرام والديهم. ان العائلة العادية يجب ان تكون مكانا
للسلام وليس للخصام. يجب على الابناء ان يحترموا ويطيعوا والديهم. ويفترض في هذا
السياق ان يعتني الوالدان بمصالح العائلة بافضل صورة.
يقول
الله لجميع الابناء، ان القداسة تتطلب ان تكون لديهم علاقة مشرفة مع والديهم. اراد
الرب ان تكون العائلة مكانا للنظام والاحترام وليس الفوضى والغضب.
ان
الاهمال والجدال والتجهم والمعاملة الصامته
والانتقاد، كلها طرق تشير الى عدم الاحترام.
لاتقتل
سفر الخروج 20: 13
اعطى
الله الحياة للانسان، ومن الخطأ ان يقوم الانسان بأخذ حياة آخرى. ويقصد الله شيئا
اكثر من عمل القتل، اي النية والقصد في القتل ايضا. يقول لنا الكتاب المقدس ان الله :
مميز لافكار القلب ونياته. وما من خليقة
مستترة امامه، بل كل شيء عار مكشوف الباطن لعينيه وله نؤدي الحساب.
الرسالة
الى العبرانيين 4: 12، 13
ينظر
الله الى القلوب، ولهذا فانه يفسر القتل على مستوى اشمل بكثير مما نفسره نحن.
يعتبر الرب بعض انواع الغضب جريمة قتل:
قد سمعتم انه قيل للأولين لا تقتل فان من قتل
يستوجب الدينونة. اما انا فأقول لكم ان كل من غضب على اخيه يستوجب الدينونة…. ومن
قال يا احمق يستوجب نار جهنم.
متى 5: 21-22
الوصية السابعة
يقول
الله أن الوقت الوحيد الذي يسمح فيه بممارسة الجنس، ما بعد الزواج. والشخص الوحيد
الذي يحق له مشاركتك تلك العلاقة الحميمة هو شريكك في الزواج. ويذهب الرب بعد ذلك خطوة
ابعد، انه ينظر الى القلوب، ويعرف متى يكون للمرء افكارا شريرة.
قد سمعتم انه قيل للأولين لا تزن، اما انا
فأقول لكم ان كل من نظر الى امرأة لكي يشتهيها فقد زنى بها في قلبه.
متى
5: 27، 28
ان
النظر الى شخص ما، لست متزوجا منه، برغبة ممارسة الجنس معه، يعني انك خالفت هذا
القانون. ان تكون مقدسا يعني ان يكون لك عقل طاهر واعمال طاهرة كذلك.
الوصية الثامنة
لا تسرق
الخروج
20: 15
لا
يريد الله من احد ان يأخذ ما يخص الآخرين. ان الله هو الذي يعطي كل شخص الحق في
حيازة الممتلكات. ان السرقة هي مخالفة لوصية الرب، والذي يسرق لا يمكن اعتباره
بارا.
وتتضمن
السرقة الغش - سواء في امتحان او في دفع الضرائب.
الوصية التاسعة
لا تشهد بالزور ضد قريبك
سفر
الخروج 20: 16
يجب
ان يكون الانسان امينا دائما، لان الله لا يحب الخداع. ورأينا سابقا ان الشيطان كاذب ومخادع بطبيعته. وان الله هو
العكس المباشر لذلك، والصدق من طبيعته وفي جوهره بالذات :
الله،
الذي لا يكذب …
الرسالة
الى تيطوس 1: 2
وعندما يقول الله لنا شيئا، نستطيع ان نثق بأنه
صدق لانه…
من
المستحيل ان يكذب الله….
الرسالة الى العبرانيين 6: 18
ولأن
الله صادق، فان الكذب بالنسبة له، صفعة متحدية في الوجه. ان الشيطان مصدر الكذب،
وكل من يكذب يكون تابعا للشيطان. ان الثرثرة والاتهامات الباطلة والقذف والافتراء،
كلها خطايا حسب ناموس الله.
الوصيـة العاشرة
لا تشته بيت قريبك. لا تشته امرأة
قريبك ولا عبده ولا امته ولا ثوره ولا حماره ولا شيئا مما لقريبك
سفر
الخروج 20: 17
يجب
ان لا يحسد الانسان ممتلكات الآخرين وقدراتهم ومظاهرهم وكل ما يخصهم.
قال
الشيطان "سأكون مثل السامي الجلالة" اشتهي مكانة الله. ان الاشتهاء
والطمع والغيرة، هي خطايا غير مقبولة اطلاقا للرب. انها الطريق الذي سلكه الشيطان.
نصطدم
في حياتنا الاجتماعية بمعايير هذا القانون في كل الوقت. انه شيء حساس جدا. يحرص الكثيرون
على التقدم، ويرغبون في ان يكونوا مثل اقاربهم الناجحين. ويقال لنا اننا نستحق ذلك،
وهذا يروق لكبريائنا، ولكنه خطيئة اخرى.
وهكذا
اختتمت الوصايا العشر، وجعلها الله مكتوبة على حجر للدلالة على انها ناموس لا
يتغير. وقد يقنع الانسان نفسه على مر الايام بأن الغش لا بأس فيه، ولكن الناموس
سيقول ان هذا خطأ.
ويعرف الانسان الآن ما الذي يعتبره الرب
خطيئة. يقول الله في كلمته:
لكني ما عرفت الخطيئة الا بالناموس، فاني لم اعرف الشهوة لو لم يقل
الناموس لا تشته.
الرسالة
الى اهل روما 7: 7
وهناك
اسئلة كثيرة اخرى. ولكننا نرى من خلال ما سبق، كم كان الله صارما فيما يخص اتباع
هذه الوصايا ؟ ولكن، هل يجوز للانسان ان يخالف احدى هذه الوصايا في بعض الاحيان؟
ماذا يتوقع الله من الانسان.
3- المحـكمة
قد
يظن البعض أن الوصايا العشر غامضة، الا اذا عرف المرء كيف ومتى يتم تطبيقها. هل
توجد استثناءات لها ؟ لنفترض ان شخصا ارتكب الزنا مرة في الماضي. هل سيسجل الله
عليه ذلك للابد ؟ ماذا يتوقع المختصون بالشرع والقانون ؟
يطلب الله منا اولا ان نحفظ جميع الوصايا-كل
واحدة منها! لكي نكون مقبولين لديه:
واشهد ايضا لكل من
اختتن انه ملزم بأن يعمل بالناموس كله.
الرسالة الى اهل غلاطية 5: 3
لا نستطيع اخذ اربع
وصايا ونتجاهل الوصايا الباقية. ان الله دقيق جدا، ويطلب منا ان نلتزم بها جميعا.
ليس ذلك فقط وانما يقول ايضا:
لان
من حفظ الناموس كله وعثر في امر واحد فقد صار مجرما في الكل
رسالة
القديس يعقوب 2: 10
اذا خالفنا وصية واحدة
فقط - فقط مرة واحدة - سيكون ذلك مثل مخالفة جميع الوصايا. لاننا لن نكون كاملين بعد
ذلك، ولا يستطيع الله قبولنا في حضرته المقدسة.
ان الرب كامل في
قداسته تماما، ويستطيع ان يقبل الكاملين في برهم فقط. يجب ان يساوي بر الانسان بر
الله، والا فلا مجال لكي يستعيد العلاقة مع الله.
تشبه مخالفة
الناموس قطع خيط فيه عشر عقد. عليك ان تقطع عقدة واحدة منها فقط، لكي ينقطع الخيط
كله. ويكفي ان تخالف قانونا واحدا فقط لتكون مذنبا بمخالفة معيار الله في الصواب
والخطأ.
ليس علينا ان نحفظ
الناموس كله فقط، وانما يحاسبنا الله على جميع الخطايا، وحتى الخطيئة التي لا
ندركها او نعلم بها.
واي انسان خطئ ففعل شيئا مما نهى الرب عن فعله ولم يعلم بأنه قد اثم فقد
حمل وزره
سفر الاحبار 5: 17
كنت في احدى المناسبات
اعلم هذا الموضوع لشاب وفتاة. وعندما وصلت الى هذه النقطة في الدرس، ضرب الشاب
بقبضته على الطاولة واقسم، (فاشارت اليه صديقته بأنه قد خالف احدى وصايا الله بسوء
استعماله لاسم الله…كان ذلك توقيتا سيئا!) فقال: "ليس الله عادلا! اذا كان هذا هو
الطريق الوحيد التي سيتم من خلاله قبولي لديه، فانه قد جعل الامر مستحيلا تماما.
لاتوجد طريقة استطيع من خلالها ان احفظ تلك القائمة من الوصايا بشكل كامل!"
لقد كان احباطه واضحا جدا.
معرفة الخـطيئة
عرف الله بأن الانسان لا يستطيع ان يحفظ هذه
القائمة من القوانين دون شائبة. لم يكن ذلك مفاجأة له. فقد كان قصده في اعطاء
الوصايا العشر واضحا.
ونحن نعلم ان كل ما يقوله الناموس يقوله
لاصحاب الناموس لكي يسد كل فم ويصبح العالم كله مجرما لدى الله
الرسالة
لاهل روما 3: 19
تقول هذه الآية شيئين:
1-ان الناموس يسد افواه الذين يقولون ان حياتهم
جيدة بما فيه الكفاية لكي يكونوا مقبولين من قبل الله. لا يستطيع احد ان يدرس هذه
القوانين بشكل نزيه، دون ان يشعر بأنه خاطئ.
2- تظهر لنا الوصايا العشر بأننا نخالف الناموس
بالفعل. كان الانسان في البداية صديق الله، بريئا من كل شر. وعندما خالف آدم وحواء
تعليمات الله، وضع الله جانبا رداء الصداقة وارتدى عباءة القاضي. كان قاضيا يستدعي
الانسان الى مقعد قاعة المحكمة، ولم يتقدم أي محام للدفاع عنه. لم يستطع احد. لم
يستطع أي محام بغض النظر عن قدرته، ان يجعل المحكمة تفكر بأن المحكوم عليه كان شيئا
آخر غير انه مذنب. لم يكن هنالك شهود. ولا رشوة. ويتكلم القاضي الكامل ويصدر الحكم
. كان الانسان مذنبا بمخالفة ناموس الله:
اذ لا يبرر بأعمال الناموس احد من ذوي الجسد امامه، لانها بالناموس عرفت
الخطيئة.
الرسالة الى اهل روما 3: 20
ان هدف الوصايا العشر هو ان نشعر او ان ندرك بأننا مذنبين. انها تظهر لنا
قداسة الله، ووجودنا في حالة الخطيئة. انها معيار بسيط لما هو صواب وما هو خطأ. ان
الوصايا العشرة تشبه مقياس الحرارة (الترموميتر) تظهر اننا مرضى، ولكنها لا تستطيع
ان تجعلنا بصورة افضل.
مـرآة
اذا
نظرنا الى الموضوع من زوايا مختلفة، تظهر لنا الوصايا العشر مثل المرآة التي تعكس
وجها قذرا. اذا كنت وحيدا، لا تستطيع ان تدرك ما اذا كان وجهك نظيفا ام لا. يستطيع
شخص آخر ان يشير اليك ويقول: "ان وجهك قذر". ولا تستطيع انكار ذلك
وتقول: "ليس الامر كذلك- اني لا ارى شيئا!. ولكن اذا نظرت الى المرآة، تستطيع
ان ترى وجهك حقيقة مكسوا بالاوساخ، ولا تستطيع انكار ذلك من بعد. سوف تصمت وتدرك
بأن وجهك مكسو بالوسخ.
ان
هذه الطريقة نفسها يمكن ان تنطبق على الخطيئة. لم نكن نعلم ما هي الخطيئة، حتى
اعطانا الله الناموس. ومثلما كشفت المرآة لنا عن الوسخ في وجوهنا، فان الوصايا العشر
تجعلنا ندرك ما هي الخطيئة.
لم
تعط الوصايا العشر قائمة من القواعد التي يجب تطبيقها لكي نتصالح مع الله. لم يكن
هذا هو هدف الناموس. وسيصبح الامر مثل محاولة ازالة الوسخ عن وجهك بمرآة! ان
المرايا مصممة لكي تعكس وليس لكي تنظف. وهناك احتمال كبير بتلوث الزجاج خلال محاولة
تنظيف نفسك بالمرآة، وتعيق بذلك قدرتها على عكس الصورة بصورة واضحة. ان الاشخاص الذين
يحاولون الحصول على القبول عند الله من خلال حفظ الوصايا العشر، يحاولون تعديل الوصايا
حتى لا يظهرون بصورة سيئة.
توجد
طريقة اخرى للنظر في هذا الامر. تذكر كيف قمنا بمقارنة نظرتنا الى الجرذ المغطى
بالديدان بنظرة الله الى الخطيئة؟ حسنا، ان محاولة ارضاء الرب بحفظ الوصايا، تشبه رش
العطر على الجرذ المتعفن– ان ذلك لا يجعل الجرذ اكثر قبولا. لا يزال الجرذ عفنا. وبنفس
الطريقة، فان حفظ الوصايا العشر لا يجعلنا مقبولين بصورة افضل من قبل الله. لأننا
لا نزال خطأة.
وهذا
يرجعنا الى السبب في نزول الوصايا العشر. لقد اعطى الله الناموس…
حتى ان الخطيئة صارت خاطئة للغاية بالوصية
الرسالة الى اهل روما 7: 13
يريدنا
الله ان نرى كل الخطايا الكبيرة والصغيرة بالطريقة التي يراها هو. انها مدمرة ومهينة
بشكل كبير، ومكروهة بالكامل، ومخيفة وشريرة وقذرة. يريدنا ان ندرك أن نقاء الله يتجاوز
كثيرا البر الذي يمكن ان نحققه بصورة منفردة. يريدنا ان نفهم بأن خيرنا في افضل
الاوقات، لا يساوي قداسته ولا يقترب من ذلك.
الهـوة
يستطيع
الانسان حتى الآن، ان يتفاخر بأن الله قد احبه اكثر من كل شيء آخر، لانه يظن بأنه
افضل. ولكن الله اراد من خلال اعطاء الناموس ان يدرك كل واحد منا …
بالتأكيد
كنت خاطئا عند مولدي وخاطئا منذ الوقت الذي حبلت بي امي.
مزمور
51: 5
ولم
يعد الانسان الآن يعرف حالة الخطيئة الحقيقية فقط، وانما يعرف ايضا ان الرب كامل. كانت قداسة الله
- بره - ابعد من متناول الانسان، ولا يمكن الوصول اليها. ان الهوة التي تسببت بها
الخطيئة كانت اوسع مما توقعه الانسان. ولا احد يستطيع حفظ الوصايا بشكل كامل، ولذلك
لن يستطيع الناموس غلق الفجوة.
ان
رد فعل بني اسرائيل بعد القراءة الاولى للوصايا العشر، يعكس بلا شك تفكير العديد
من الناس اليوم. ويقول الكتاب المقدس أن جميع بني اسرائيل ارتجفوا من الخوف، ولكن
الاغلبية الساحقة كانت فزعة من الرعد والبرق فقط. لقد انشغلوا بالامور الخارجية،
وذعروا من المظهر الهائل للقوة، وفاتهم ما يتعلق بالوصايا العشر، اذ شعروا
باستطاعتهم اطاعة هذه القواعد. وهكذا يفعل الكثير من الناس اليوم. انهم يركزون على
طاعة الوصايا ولا يدركون الهدف الذي تسعى اليه.
وكان
هناك جماعة اخرى من بني اسرائيل، قد أدركت بر الله بصورة عميقة. اذ عرفوا قصد الله
عندما قال ان القداسة عكس الخطيئة. شعروا بالخوف ايضا ولكن لسبب آخر. ادركوا انهم لن
يستطيعوا المحافظة على هذه المجموعة من الوصايا
بشكل كامل.
ومهما
كان السبب، يقول الكتاب المقدس بأن بني
اسرائيل ارتجفوا.
وقالوا
لموسى كلمنا انت فنسمع ولا يكلمنا الله لئلا نموت
سفر الخروج 20: 19
وقال الرب لموسى : اصعد الي الى الجبل واقم هنا حتى اعطيك لوحي الحجارة
والشريعة والوصية التي كتبتها لتعليمهم
سفر الخروج 24: 12
كانت
الوصايا العشر سارية المفعول، وكان بنو اسرائيل يحاسبون على اتباعها كمعيار
اخلاقي. وعرف الصادقون مع انفسهم، ان عليهم ان يأتوا من طريق آخر، اذا كانوا يريدون قبول الله.
الاقتراحات
العشرة ؟
يطلق
على الوصايا العشر في بعض الاحيان الناموس الاخلاقي، لانها تهتم بالسلوك الاخلاقي والادبي.
واذا كان الناموس الاخلاقي لا يستطيع اصلاح العلاقة المقطوعة مع الله، فهذا لا
يعني انه بدون فائدة. وكما تخلق القوانين الفيزيائية النظام في الكون، تخلق القوانين
الروحية النظام في الامة.
رفض
العديد من البلدان القانون الاخلاقي للكتاب المقدس، وجازفوا بالعيش في مجتمع محايد
اخلاقيا. ولا وجود لمثل هذا المجتمع في الواقع، اذ لم يعد هناك وجود لمثل هذه
الحضارة. والواقع ان عدم اتخاذ موقف هو موقف في حد ذاته.
ادرى رفض
الاشياء المطلقة في الكتاب المقدس، الى الجفاء حيال الخطأ، واصبح كل جيل اكثر راحة
في العيش مع الخطيئة. ويعلمنا الكتاب المقدس بأن هذا سيؤدي الى الفوضى في النهاية.
من
أي نوع انت؟
يوافق
معظم الناس بأنهم خطأة. ويقر القليلون منهم بسرعة بأنهم خطأة لا حول ولا قوة لهم. ويوجد
فرق كبير هنا.
* يعتقد الخطأة بوجود ما يستطيعون القيام به لجعل
انفسهم مقبولين لدى لله. يمكن ان يؤمنوا بأن الله يريد منهم حفظ الوصايا العشر، او
أنه سيكون مسرورا منهم اذا حضروا الاجتماعات الدينية وشاركوا بالصلاة الخالصة
والصوم والحج واعطاء الصدقة واللطف مع جيرانهم.
ان
الفكرة التي تقول: اذا زاد صلاح الشخص على شره، تجعله يستحق قبول الله، فكرة غريبة
بالكامل عن الكتاب المقدس. ان فعل الخير امر يستحق المديح، ولكن الكتاب المقدس
يعلمنا بأن لا شيء من هذه الافعال يصلح العلاقة المبتورة مع الله. لدينا مشكلة
عميقة لا نستطيع ان نتخلص منها - انها حالة الخطيئة.
* وفي المقابل، يعرف
الخاطئ الذي لا حول له، أنه لا يستطيع ان يجعل نفسه مقبولا لدى الله. لا يستطيع ان
يتخلص من ذلك الجرذ الميت للخطيئة الذي يفسد حياته. ويقول الكتاب المقدس بأننا
مساكين تماما:
وكنا كلنا كالنجس وبرنا كله كثوب الطامث، وكلنا ذبلنا كالورق وآثامنا
كالريح ذهبت بنا.
سفر اشعيا 64: 6
ويبقى
صلاحنا ناقصا بالنسبة لقداسة الله. ويستطيع المرء لتوضيح الصورة ان يقول: تشبه اعمالنا
في البر الجرذ القذر، وكما ان الجرذ كريه لنا، فكذلك الخطيئة كريهة لله النقي والقدوس.