شبهات وهمية حول إنجيل مرقس
قال المعترض: »قال إيريناوس إن مرقس، تلميذ بطرس وكاتب سيرته، كتب بعد موت بطرس وبولس الأشياء التي وعظ بها بطرس«. وقال لاردنر: »أظن أن مرقس لم يكتب إنجيله قبل سنة 63«. وهو مثل ما قال إيريناوس. وقال باسينج موافقاً لإيريناوس إن مرقس كتب إنجيله في سنة 66، فثبت أن مرقس لم يكتب الإنجيل الذي يحمل اسمه. أما القول إن بطرس كتب هذا الإنجيل فضعيفٌ لا يُعتدّ به«.
وللرد نقول: أجمعت التقاليد الصحيحة على أن مرقس البشير كان تلميذ بطرس وكاتب سيرته، ويقول الإنجيل إنه كانت توجد علاقة وثيقة بين الرسول بطرس وبين عائلة البشير مرقس، حتى أنه لما أطلق ملاك الله بطرس من السجن توجَّه إلى بيت مريم أم مرقس، حيث كان الرسل مجتمعين في بيتها يرفعون الصلوات لله (أعمال 12:12). قال بابياس: »كتب مرقس البشير سيرة بطرس الرسول، وسجَّل ما سمعه منه عند إلقاء عظاته، بدون مراعاة زمن حصول الحوادث في تاريخ المسيح. ولكنه أخذ عن بطرس الأقوال التي يلقيها حسب مقتضيات الأحوال«. وذكر يوسابيوس في تاريخه الكنسي شهادة إيريناوس بهذا الصدد، وكذلك شهادة أكليمندس أسقف الإسكندرية وشهادة أوريجانوس. ويوجد غير هذا شهادات ترتليان وإيرونيموس (جيروم). ومع أنه يوجد بعض اختلاف في أمور جزئية، إلا أن أولئك الأفاضل أجمعوا على أمرين: (1) إن مرقس كان رفيق بطرس، وبينهما علاقة خصوصية (2) وإن مرقس هو الذي كتب هذا الإنجيل بإلهام الروح القدس.
وقد أجمع المؤرخون القدماء أن مرقس كتب إنجيله في روما بين سنة 56 و65م، وأنه كتب سيرة بطرس الرسول ونقل أقواله، وأن بطرس أملاه عليه. ومع هذا قال البعض إنه دوّنه بعد وفاة بطرس. وعلى كل حال فإن مرقس كان بشيراً ملهماً بالروح القدس. ويُفهم من أقوال الإنجيل أنه كُتب بعد تشتت الرسل بين الأمم، فإنه قال في أصحاح 16:20 »إنهم كرزوا في كل مكان، والرب يعمل معهم ويثبّت الكلام بالآيات التابعة«. ولا يخفى أن الرسل لم يتركوا منطقة اليهودية قبل سنة 50م، فالأرجح أن تاريخ كتابته هو بين سنة 60 ، 63م، فيكون بطرس الرسول اطلع عليه.
وقال كثيرون من قدماء المؤرخين إن بطرس كان يكرز في روما، فطلب المسيحيون من مرقس أن يدوِّن كرازته، ففعل ذلك وسلّمه لهم. ومن الأدلة الداخلية المؤيدة أنه كُتب باطلاع بطرس، هو أننا نجد فيه تواضع بطرس، فأوضح ضعفه البشري وسقوطه، وغضَّ الطرف عن مناقبه، وإذا تكلم عن مرتبته لم يجعل لها أهمية.
اعتراض على مرقس 1:2 - ضمير المتكلم أم ضمير المخاطب؟
انظر تعليقنا على متى 11:10
قال المعترض: »ورد في مرقس 1:6 أن يوحنا كان يأكل جراداً وعسلاً برياً، وورد في متى 11:18 أنه كان لا يأكل ولا يشرب. وهذا تناقض«.
وللرد نقول: لا يوجد تناقض، فقد عاش يوحنا حياة التقشّف والزُّهد، حتى قال المسيح عنه: »ماذا خرجتم لتنظروا؟ أإنساناً لابساً ثياباً ناعمة؟« (لوقا 7:24). وكان طعام يوحنا الجراد والعسل البري، وهذا ليس أكلاً وشُرباً اعتياديين، فصحَّ أن يُطلق عليه أنه »لا يأكل ولا يشرب« دون أن نفسّر هذا حرفياً.
قال المعترض: »يقول المعمدان عن المسيح: »يأتي بعدي من هو أقوى منّي، الذي لستُ أهلاً أن أنحني وأحل سيور حذائه« (مرقس 1:7). ولما كان الإنجيل كلام المسيح، فيجب أن تكون هذه الآية من كلام المسيح. ويكون المسيح قد أنبأ بمجيء نبي بعده أفضل منه بكثير«.
وللرد نقول: تقول آية 6 إن صاحب هذه الكلمات هو يوحنا المعمدان لا المسيح. وقال المعمدان في يوحنا 1:26-34 إن الآتي بعده هو المسيح، »وفي الغد نظر يوحنا يسوع مقبلاً إليه فقال: هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم. هذا هو الذي قلتُ عنه يأتي بعدي، رجلٌ صار قدامي، لأنه كان قبلي« (يوحنا 1:29 و30 انظر متى 3:11-14 ولوقا 3:16 و17).
فإذا قيل إن المسيح كان معاصراً ليوحنا، فلا يصح أن يقول عنه إنه يأتي بعده، نقول: وإن كان معاصراً له، إلا أن المسيح لم يبدأ خدمته إلا بعد سَجْن يوحنا وانتهاء خدمته، لأن هيرودس ملك اليهود أمر بقطع رأسه (مرقس 1:14 ومتى 4:12 و17).
اعتراض على مرقس 1:11 - كلمات الصوت السماوي
انظر تعليقنا على متى 3:17
قال المعترض: »جاء في مرقس 1:12 و13 »وللوقت أخرجه الروح إلى البرية. وكان هناك في البرية أربعين يوماً يُجرَّب من الشيطان. وكان مع الوحوش وصارت الملائكة تخدمه«. وهذا يعني أن المسيح صرف في البرية أربعين يوماً بعد معموديته. لكن جاء في يوحنا 2:1 و2 »وفي اليوم الثالث كان عرس في قانا الجليل، وكانت أمّ يسوع هناك. ودُعي أيضاً يسوع وتلاميذه إلى العرس«. وهذا يعني أن المسيح ذهب مباشرة بعد معموديته إلى قانا الجليل«.
وللرد نقول: المراد باليوم الثالث في يوحنا 2:1 هو بعد رجوع المسيح إلى الجليل، لا اليوم الثالث بعد المعمودية، ولم يقُل يوحنا إن المسيح رجع إلى الجليل فوراً بعد المعمودية، إذ يقول في يوحنا 1:43 »وفي الغد أراد يسوع أن يخرج إلى الجليل«. فواضح إذن أن اليوم الثالث هذا لا دَخْل له بالمعمودية. ولا ننكر أن بشارة يوحنا لا تذكر تجربة المسيح، وهذا بحسب ما يقتضيه الغرض من هذه البشارة، وهو تكميل ما لم تذكره البشائر الأخرى، ففي بشارة يوحنا كثير من الحوادث وأقوال المسيح التي لم ترد في غيرها. فمعمودية المسيح وتجربته كانت قبل الحوادث المشار إليها في يوحنا 1:29 وما بعده.
قال المعترض: »جاء في مرقس 1:14 »وبعد ما أُسلم يوحنا جاء يسوع إلى الجليل يكرز ببشارة ملكوت الله«. وجاء في يوحنا 3:22-24 »وبعد هذا جاء يسوع وتلاميذه إلى أرض اليهودية، ومكث معهم هناك وكان يعمد، وكان يوحنا أيضاً يعمد في عين نون بقرب ساليم، لأنه كان هناك مياه كثيرة، وكانوا يأتون ويعتمدون. لأن يوحنا لم يكن قد أُلقي بعد في السجن«. مرقس يضع بدء خدمة يسوع بعد سجن يوحنا المعمدان، بينما يوحنا يضعها قبل ذلك«.
وللرد نقول: لا يتعرض مرقس للكلام على أعمال المسيح قبل سجن يوحنا. ولكنه في الوقت نفسه لا ينفي بتاتاً أن يسوع كرز وعلّم كثيراً قبل تلك الحادثة. فمرقس بقوله في 1:14 »بعد ما أُسلم يوحنا جاء يسوع إلى الجليل« لا ينفي أن يسوع كان في الجليل قبل ذلك وكان يعلِّم هناك. ولا شك أن خدمة المسيح الجهارية لم تبدأ إلا بعد أن أُرغم يوحنا بوضعه في السجن على الانسحاب من ميدان العمل، ويترجح أنه بسبب هذا لا يشير البتة أحد البشيرين الثلاثة الأُول إلى شيء من أعمال وأقوال يسوع قبل سَجْن يوحنا. وبشارة يوحنا كُتبت بعد البشائر الأخرى بزمن، بغرض تكميل بقية البشائر، ولهذا ذكرت الحوادث والأقوال التي لم ترد في سواها. فما نراه وارداً في يوحنا لا يناقض البشائر الأخرى بل يكملها.
إن الادّعاء بوجود تناقض في هذه القضية يستلزم الإتيان بعبارة من متى أو مرقس أو لوقا تفيد أن المسيح لم يكرز قبل سَجْن يوحنا. ولكن لا نجد مثل هذه العبارة.
اعتراض على مرقس 1:16-20 - دعوة بطرس
انظر تعليقنا على متى 4:18-22
قال المعترض: »يتضح من مرقس 1:21 و29 أن بطرس كان يسكن في كفرناحوم، لكن يوحنا 1:44 يقول إنه كان يسكن في بيت صيدا«.
وللرد نقول: كان بطرس وأخوه من بيت صيدا، بلدهم الأصلية، لكنهما غيّرا محل سكنهما إلى كفرناحوم بعد ذلك.
قال المعترض: »ورد في مرقس 2:17 »قال لهم يسوع: لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى. لم آتِ لأدعو أبراراً بل خطاة إلى التوبة«. وورد كذلك في متى 9:13 : »لأني لم آتِ لأدعو أبراراً بل خطاةً إلى التوبة«. فقال آدم كلارك إن بعضهم ذهب إلى أن القول »إلى التوبة« أُضيف في ما بعد«.
وللرد نقول: جاءت »إلى التوبة« في نسخ كثيرة معتبرة، وأيّدها كثيرون من أئمة الدين المسيحيين، فأثبتها أوريجانوس وباسيليوس وإيرونيموس وأغسطينوس وأمبروزيوس وبرنابا وغيرهم. وذكر كلارك أسماء الأفاضل الذين أجمعوا على إثباتها. وقرينة الكلام تدل على ورودها، فإن المسيح أتى ليدعو الخطاة إلى التوبة لأنه اعتبرهم مرضى بالخطية يحتاجون إلى الشفاء الروحي. ومما يؤيد ذلك ما ورد في إنجيل لوقا 5:32 »لم آت لأدعو أبراراً بل خطاة إلى التوبة«. وبما أن المعترض مسلِّم بصحة هذه العبارة الواردة في إنجيل لوقا، وكانت العبارتان الواردتان في إنجيلي متى ومرقس مثلها، فتكونان صحيحتين.
قال المعترض: »كان تلاميذ المسيح وهم سائرون بين الزروع، إذا جاعوا يقطفون السنابل ويأكلون (مرقس 2:23). وهذا سرقة، لأنهم أخذوا من مال غيرهم دون علمه وإذنه«.
وللرد نقول: لم يكن ذلك سرقة، لأن الشريعة كانت تصرح به، فيقول سفر التثنية: »إذا دخلت كرْم صاحبك، فكُلْ عنباً حسب شهوة نفسك شبعتك، ولكن في وعائك لا تجعل. إذا دخلت زرع صاحبك فاقطف سنابل بيدك. ولكن منجلاً لا ترفع على زرع صاحبك« (تثنية 23:24 و25). إذن كان مصرَّحاً في الشريعة اليهودية وفي العادات اليهودية المألوفة أن السائر إذا جاع يقطف من السنابل، ولكن لا يأخذ معه منها.. وهذا ما فعله التلاميذ، فقد قطفوا وأكلوا لما جاعوا (متى 12:1). ولذلك لم يوجّه الفريسيون إليهم اللوم على ذلك، وإنما على أنهم فعلوا هذا في يوم سبت (متى 12:2). فوجّهوا إليهم تهمة كسر السبت فقط وليس السرقة.
قال المعترض: »جاء في مرقس 2:25 و26 »فقال لهم: أما قرأتم قط ما فعله داود حين احتاج وجاع هو والذين معه؟ كيف دخل بيت الله في أيام أبياثار وأكل خبز التقدمة الذي لا يحل أكله إلا للكهنة، وأعطى الذين كانوا معه أيضاً؟« لكن يُفهم من 1صموئيل 21:1-5 أن داود كان منفرداً، وكذلك ورد في متى 12:3 ولوقا 6:4 مثل ذلك. وجاء اسم رئيس الكهنة في سفر صموئيل »أخيمالك« بينما جاء في إنجيل مرقس أن اسمه »أبياثار«.
وللرد نقول: (1) لما هرب داود من شاول لم يكن وحده، بل كان معه بعض رجاله (1صموئيل 21:1-5) والقول الوارد في سفر صموئيل الأول يؤيِّد قول البشيرين الثلاثة.
(2) أبياثار هو ابن أخيمالك، وكان مشاركاً لوالده في وظيفته حين جاء داود ورفقاؤه إلى بيت الرب.
(3) حصلت هذه الحادثة في أيام أبياثار الذي صار بعد ذلك رئيس كهنة.
(4) تخلى أبياثار عن شاول والتصق بداود، فكان داود ملكاً وأبياثار كاهناً.
انظر تعليقنا على 1صموئيل 14:3
اعتراض على مرقس 3:16-19 - أسماء الرسل
انظر تعليقنا على متى 10:2-4
اعتراض على مرقس 3:22-30 - الخطية التي لا تُغفَر
انظر تعليقنا على متى 12:31 و32
قال المعترض: »يظهر من مرقس 4:35-41 أنه بعد أن علمَّ المسيح الجموع بالأمثال اضطرب البحر. ويظهر من متى 8 أن اضطراب البحر حدث بعد وعظ المسيح على الجبل، أما التعليم بالأمثال فمذكور في متى 13. فهناك تقديم وتأخير في توقيت الحوادث«.
وللرد نقول: ذكر البشير متى معجزات المسيح مع بعضها مرة واحدة، وهي تسكين الأمواج واضطراب البحر، وشفاء المجنونين، والمفلوج، وإقامة ابنة يايرس من الموت، وتفتيح أعين الأعميين، وشفاء الأخرس المجنون. ثم ذكر تعاليمه بالأمثال مع بعضها مرة واحدة في أصحاح 13.. أما البشير مرقس فراعى زمان حصول أعمال المسيح. ومع ذلك فإن الأناجيل تتفق في أنها تبدأ بنسب المسيح حسب الجسد، وولادته والحوادث المرتبطة بها، ومعجزاته وتعاليمه الباهرة، ورفض اليهود إياه، وصلبه وقيامته بالترتيب.
اعتراض على مرقس 5:20 - مجنون أم مجنونان؟
انظر تعليقنا على متى 8:28
اعتراض على مرقس 5:23 - ماتت، أو على آخر نسمة؟
انظر تعليقنا على متى 9:18
اعتراض على مرقس 6:8 - هل سمح بعصا؟
انظر تعليقنا على متى 10:10
قال المعترض: »يظهر من مرقس 6:17 أن هيرودس كان يعتقد بصلاح يوحنا، وكان راضياً عنه ويسمع وعظه، ولم يقتله إلا ليُرضي هيروديا. ولكن يظهر من لوقا 3:19 أنه لم يظلم يوحنا ليرضي هيروديا بل ليرضي نفسه، لأن المعمدان لم يكن راضياً عن شرور هيرودس. وهذا تناقض«.
وللرد نقول: إذا قرأنا نص آيتي مرقس ولوقا سنكتشف أنه لا تناقض، فمرقس 6:17 يقول: »لأن هيرودس نفسه كان قد أرسل وأمسك يوحنا وأوثقه في السجن من أجل هيروديا امرأة فيلبس أخيه، إذ كان قد تزوّج بها. لأن يوحنا كان يقول لهيرودس: لا يحل أن تكون لك امرأة أخيك. فحنقت هيروديا عليه وأرادت أن تقتله ولم تقدر. ولكن في يوم مولد هيرودس رقصت ابنة هيروديا، فانشرح الملك، ووعد أن يعطيها كل ما طلبت، فأغرَتْها والدتُها على أن تطلب رأس يوحنا«. ويقول لوقا 3:19 »أما هيرودس فإذ توبَّخ من يوحنا لسبب هيروديا امرأة فيلبس أخيه، ولسبب جميع الشرور التي كان هيرودس يفعلها، زاد هذا أيضاً على الجميع أنه حبس يوحنا في السجن«.
ومن قراءة الآيتين يتضح أن البشيرين يدينان خطية هيرودس، ويقولان إن يوحنا كان أعظم من وبَّخه على شرّه، لأنه كان يوضح له عدم جواز أخذ امرأة أخيه. أما تظاهر هيرودس باحترام يوحنا فكان بسبب خوفه من حدوث ثورة عليه من شعبه الذي كان يعتبر المعمدان نبياً، ولذلك وصفه المسيح أنه ثعلب (لوقا 13:32). ولو كان هيرودس يحترم يوحنا ويسمع له (كما قال المعترض) لكان يتوب عن خطاياه، التي وصفها المؤرخ يوسيفوس بقوله إن الملك هيرودس في طريق سفره إلى روما نزل ضيفاً على بيت أخيه، فعشق امرأته هيروديا، واتفق معها على أن يترك زوجته ابنة أرتياس ملك البتراء، واتفقت هيروديا معه على ترك قرينها. فأظهر يوحنا بسالةً في توبيخه.
قال المعترض: »الذي يقارن مرقس 6:32 و45 و53 يجد أن بيت صيدا تقع في مكان يختلف عما نقرأ عنه في لوقا 9:10-17«.
وللرد نقول: هناك مدينتان تحملان اسم »بيت صيدا« إحداهما شرق بحر الجليل والأخرى غربه. صدق كل من مرقس ولوقا.
اعتراض على مرقس 7:26 - جنسية الفينيقية
انظر تعليقنا على متى 15:22
قال المعترض: »ورد في مرقس 7:32 أن المسيح شفى أصم أعقد، وجاء في متى 15:30 » فجاء إليه جموع كثيرة منهم عُرج وعُمي وخُرس وشُل، وآخرون كثيرون، وطرحوهم عند قدمي يسوع فشفاهم«. وهذا من المبالغة التي تشبه ما ورد في يوحنا 21:25 »وأشياء أُخر كثيرة صنعها يسوع، إن كُتبت واحدةً واحدة، فلستُ أظن أن العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة«.
وللرد نقول: (1) معجزات المسيح كثيرة جداً، لم يذكر البشيرون منها إلا عيّنات فقط.
(2) كلمة »يسع« في يوحنا 21:25 تعني »يطيق ويحتمل«. فمعجزات المسيح بهرت العقول لغرابتها وكثرتها. والمراد بقوله »العالم« هو الأمة اليهودية.
اعتراض على مرقس 7:36 - نعلن عن المسيح أو لا نعلن
انظر تعليقنا على متى 8:4
اعتراض على مرقس 8:11 و12 - يعطي آية أو لا يعطي
انظر تعليقنا على متى 12:38 و39
اعتراض على مرقس 8:30 - نعلن عن المسيح أو لا نعلن
انظر تعليقنا على متى 8:4
اعتراض على مرقس 9:1 - يرون ابن الإنسان في مجده
انظر تعليقنا على متى 16:27 و28
اعتراض على مرقس 9:9 - نعلن عن المسيح أو لا نعلن
انظر تعليقنا على متى 8:4
قال المعترض: »جاء في مرقس 10:25 »مرور جمل من ثقب إبرة، أيسر من أن يدخل غني إلى ملكوت الله«. فهل من المعقول أن يصعب دخول الأغنياء ويسهل دخول الفقراء؟«.
وللرد نقول: لا تتحدث الآية عن كل الأغنياء، فهناك أغنياء قديسون، مثل إبراهيم خليل الله. لكن المسيح قال هذه الآية تعليقاً على تصرُّف الشاب الغني، الذي عاقه المال عن أن يتبع الرب، ومضى حزيناً لأنه كان ذا أموال كثيرة. ولم يقل الرب إن دخول الأغنياء إلى الملكوت أمر مستحيل، وإنما أمر عسير. ولم يذكر الرب كل الأغنياء، إنما قال: »ما أعسر دخول المتكلين على الأموال إلى ملكوت الله« (مرقس 10:24) لأن هناك عيباً معيَّناً، وهو الاتكال على المال، وليس على الله، ويتطوَّر الأمر من الاتكال على المال، إلى محبة المال وعبادته، بحيث يصير منافساً لله. وهكذا قال الرب: »لا يقدر أحد أن يخدم سيدين. لا تقدرون أن تخدموا الله والمال« (متى 6:24) فالذين يجعلون المال منافساً لله في قلوبهم يصعب دخولهم الملكوت. وهذا ما حدث مع الشاب الغني. كان يستطيع أن ينفذ كل الوصايا منذ حداثته، ما عدا محبة المال، إذ كان لا يستغني عنه.
وهناك عيب يمنع دخول الأغنياء إلى الملكوت وهو البخل في إنفاق المال، وبالتالي قسوة القلب على الفقراء، ومثال ذلك الغني الذي عاصر لعازر المسكين، الذي كان يشتهي الفتات الساقط من مائدة الغني. وكان الغني لا يشفق على هذا المسكين، وفي قسوته ترك الكلاب تلحس قروح المسكين (لوقا 16:19-21).
ومع ذلك يمكن للغني أن يَخْلص ويدخل الملكوت، إن كان يملك المال ولا يسمح للمال أن يملكه، ولا يجعل محبة المال تدخل إلى قلبه، لتمنعه عن محبة الله ومحبة القريب. وهكذا ينفق المال في أعمال الخير.
ويعطينا الكتاب المقدس أمثلة لأغنياء قديسين، مثل أيوب، الذي كان أغنى بني المشرق في أيامه، وقد شرح الكتاب غناه بالتفصيل، سواء قبل التجربة (أيوب 1:2 و3) أو بعدها (أيوب 42:12). ومع ذلك شهد له الرب نفسه أنه »ليس مثله في الأرض. رجل كامل ومستقيم، يتقي الله ويحيد عن الشر« (أيوب 1:8 و2:3). وكان أباً للفقراء، وعيوناً للعمي وأرجلاً للعرج، أنقذ المسكين والمستغيث، واليتيم ولا معين له. وجعل قلب الأرملة يُسر (أيوب 29:12-16).
ليس الغِنى عائقاً أمام الملكوت، إنما العائق هو القلب. والمشكلة هي: هل يخضع القلب لمحبة الغِنى، ويصبح ثقيلاً عليه أن يدفع من أمواله، حتى العشور، ويكنز المال بلا هدف، فيصير المال صنماً أمامه يعوقه عن محبة الله؟ أما الغِنى الحقيقي فهو غِنى مَن يستخدم ماله لأعمال البر.
قال المعترض: »ورد في مرقس 10:29 و30 »الحق أقول لكم، ليس أحد ترك بيتاً أو إخوة أو أباً أو أماً أو امرأة أو أولاداً أو حقولاً لأجلي ولأجل الإنجيل، إلا ويأخذ مائة ضعف، الآن في هذا الزمان: بيوتاً وإخوة وأخوات وأمهات وأولاداً وحقولاً، مع اضطهادات، وفي الدهر الآتي الحياة الأبدية« وورد في لوقا 18:29 و30 »ليس أحد ترك بيتاً أو والدين (إلى آخره) إلا ويأخذ في هذا الزمان أضعافاً كثيرة، وفي الدهر الآتي الحياة الأبدية«. وهو غلط، لأنه إذا ترك الإنسان امرأة فلا يحصل على مائة امرأة في هذا الزمان، لأن المسيحية لا تسمح بالتزوُّج بأزيد من واحدة. وإن كان المراد بها المؤمنات بدون زواج، يكون الأمر أفحش وأفسد. على أن لا معنى لقوله أو حقولاً مع اضطهادات«.
وللرد نقول: علَّم المسيح هذه الأقوال ليوضِّح أن الله يعتني بالمؤمنين، ويقيهم من شر من يتآمر عليهم للإضرار بهم، فكأنه قال لهم: لو تآمر اليهود والأمم للإضرار بكم، فعنايتي الشاملة تحيط بكم بحيث لا يعوزكم شيء ضروري. فمن ترك شيئاً لأجل المسيح يجد بين المسيحيين الحقيقيين أقرباء روحيين، يحبونه كمحبة الآباء والأمهات والأخوات. ولكن لم يقل الإنجيل »إذا ترك امرأة يجد مائة امرأة أخرى«، فالإنجيل كتاب طهارة وقداسة.
اعتراض على مرقس 10:35 - من الذي طلب؟
انظر تعليقنا على متى 20:20
اعتراض على مرقس 10:46 - أعمى أم اثنان؟
انظر تعليقنا على متى 20:30
اعتراض على مرقس 11:1-11 - أتان واحد أم أتانان؟
انظر تعليقنا على متى 21:2
اعتراض على مرقس 11:13-15 - لم يكن وقت التين
انظر تعليقنا على متى 21:19 و20
قال المعترض: »ورد في مرقس 11 أن مباحثة اليهود والمسيح كانت في اليوم الثالث من وصوله إلى أورشليم، ولكن متى 21 يقول إنها كانت في اليوم الثاني«.
وللرد نقول: لم يذكر البشير مرقس »اليوم الثالث« مطلقاً. ولم يرد في متى »اليوم الثاني« مطلقاً. وعبارة البشير متى تحتمل أن المسيح تناظر مع اليهود في اليوم الثالث، فإنها عامة غير مقيَّدة بشيء.
اعتراض على مرقس 12:1-11 - مثَل الكرامين الأردياء
انظر تعليقنا على متى 21:43 و44
اعتراض على مرقس 13:11 - الروح يتكلم فيهم
انظر تعليقنا على متى 10:19 و20
قال المعترض: »قال المسيح في مرقس 13:32 »وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد، ولا الملائكة الذين في السماء، ولا الابن، إلا الآب«. ولكن جاء في يوحنا 21:17 »قال له ثالثة: يا سمعان بن يونا، أتحبني؟ فحزن بطرس لأنه قال له ثالثة أتحبني؟ فقال له: يا رب، أنت تعلم كل شيء. أنت تعرف أني أحبك. قال له يسوع: ارع غنمي«. من مرقس 13:32 يظهر أن المسيح لا يعرف ساعة اليوم الأخير، بينما يقول بطرس له إنه يعرف كل شيء«.
وللرد نقول: قيلت العبارتان في وقتين مختلفين. لما قال بطرس للمسيح: »يا رب، أنت تعلم كل شيء« كان المسيح قد اجتاز الموت والدفن والقيامة. أما قول المسيح عن نفسه إنه لا يعرف وقت مجيئه الثاني فهذا كان في خلال مدة اتضاعه، أي قبل موته ونصرة قيامته. وهذا هو مفتاح القضية. فالكتاب يفرِّق بين حالتي المسيح قبل قيامته وبعدها. ففي حالة اتضاعه كان قد »أخلى نفسه، آخذاً صورة عبد، ووُجد في الهيئة كإنسان، ووضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب« (انظر فيلبي 2:7 و8). أما بعد قيامته فقد تغيَّرت حالته إذ »رفعه الله وأعطاه اسماً فوق كل اسم« (فيلبي 2:9).
انظر تعليقنا على لوقا 21:33 و34
اعتراض على مرقس 14:3-9 - قارورة الطيب
انظر تعليقنا على متى 26:7-13
اعتراض على مرقس 14:22 و23 - كأسان أم كأس واحدة؟
انظر تعليقنا على لوقا 22:17
اعتراض على مرقس 14:66-72 - إنكار بطرس
انظر تعليقنا على متى 26:69-75
اعتراض على مرقس 15:16 و17 - إهانات المسيح
انظر تعليقنا على متى 27:27 و28
اعتراض على مرقس 15:23 - ماذا شرب المسيح؟
انظر تعليقنا على متى 27:34
قال المعترض: »ورد في مرقس 15:25 أنهم صلبوا المسيح في الساعة الثالثة، وورد في يوحنا 19:14 أنه كان عند بيلاطس في الساعة السادسة. ويُفهم أيضاً من الأناجيل الثلاثة الأولى أن المسيح كان في الساعة الثالثة على الصليب، ويُفهم من إنجيل يوحنا أنه كان في هذا الوقت ماثلاً أمام بيلاطس البنطي«.
وللرد نقول: (1) لم تقل الأناجيل الثلاثة الأولى ذلك، لكن جميعهم أجمعوا على أن الأرض أظلمت في الساعة السادسة.
(2) قال بعض المفسرين إن مرقس 15:25 الذي يحدد صلب المسيح نحو الساعة الثالثة بمعنى أن صدور الحكم بالصلب كان في الساعة الثالثة، أما تنفيذه (فبحسب يوحنا 19:14) كان في الساعة السادسة، وتمَّ في الجلجثة، وهي خارج أورشليم. وبين المكان الذي حُوكم فيه المسيح والمكان الذي صُلب فيه مسافة طويلة يحتاج قطعها إلى نحو ثلاث ساعات . ومما يدل على ذلك قوله إنه في الساعة السادسة أظلمت الدنيا، برهاناً على أن الصلب تم فعلاً نحو الساعة السادسة. وإذ تقرر ذلك فلا منافاة بين قولي البشيرين.
(3) وقدَّم بعض المفسرين حلاً آخر: بما أن يوحنا الإنجيلي كان مقيماً في آسيا الصغرى، حسب التوقيت على الطريقة الرومانية الرسمية، وكان الرومان يحسبون اليوم من منتصف الليل. فالساعة السادسة التي أشار إليها هي بعد منتصف الليل (أي صباحاً). فصرف نحو ثلاث ساعات في إجراء ما يلزم للصلب، ويكون الصلب في الساعة التاسعة قبل الظهر، وهي الساعة الثالثة التي ذكرها البشير مرقس، وعليه فلا اختلاف مطلقاً.
اعتراض على مرقس 15:26 - عنوان الصليب
انظر تعليقنا على متى 27:37
اعتراض على مرقس 15:32 - تعيير اللصَّين
انظر تعليقنا على متى 27:44
اعتراض على مرقس 15:34 - لماذا تركتني؟
انظر تعليقنا على متى 27:46
اعتراضات على مرقس 16:1-11 - قصة القيامة
انظر تعليقنا على متى 28:1-15
قال المعترض: »يُعلم من مرقس 16:2 أن النساء أتيْنَ إلى القبر إذ طلعت الشمس، ومن يوحنا 20:1 أن الظلام كان باقياً وكانت المرأة واحدة«.
وللرد نقول: قال البشير مرقس: »باكراً جداً في أول الأسبوع أتيْنَ إلى القبر إذ طلعت الشمس« وقال البشير يوحنا: »وفي أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية إلى القبر باكراً والظلام باق«.
(1) أتت المجدلية أولاً وقت الفجر والظلام باقً، ثم أتت النساء باكراً جداً إذ طلعت الشمس، فلا يوجد اختلاف لاختلاف الزمن.
(2) ولا يوجد تناقض لاختلاف الموضوع، ففي مكان قال إن مريم المجدلية سبقت غيرها، وفي مكان آخر قال إن النساء أتين.. وحتى لو فرضنا أن العبارتين تفيدان شيئاً واحداً، فيكون يوحنا اقتصر على ذكر مريم المجدلية لحديثها مع المسيح.
اعتراض على مرقس 16:15 - يبشرون من؟
انظر تعليقنا على متى 10:5 و6
قال المعترض: »قال إيرونيموس (جيروم) إن بعض العلماء المتقدمين كانوا يشكّون في أن مرقس كتب الأصحاح الأخير من إنجيله (أصحاح 16)، وقال غيره إن مرقس 16:9-20 دخيل على النصّ«.
وللرد نقول: القول إن المفسرين المسيحيين يشكّون في نسبة الأصحاح الأخير من إنجيل مرقس إلى مرقس افتراء محض. غاية الأمر أن غريغوريوس أسقف »نسّا« في كبدوكية قال إن إنجيل مرقس ينتهي بقوله: »كنَّ خائفات« (مرقس 16:8). وغضّ الطرف عن آيات 9-20 ، لأنه لم يجدها في بعض نسخ الفاتيكان. ومن المؤكد أنها كانت موجودة في نسخ كريسباخ، ولكنها كانت مكتوبة بين قوسين. أما الأدلة المؤيدة لصحتها فهي:
(1) آيات 9-20 موجودة في النسخة الإسكندرية. وفي النسخ السريانية القديمة، وفي النسخ العربية، واللاتينية، وتناقلها أغسطينوس وأمبروز ولاون أسقف روما الملقَّب بالجليل القدر، كما أنها موجودة في نسخة بيزا، وهي موجودة في تفاسير ثيوفيلاكتس اليونانية.
(2) استشهد إيريناوس الذي عاش في القرن الثاني بمرقس 16:9، بينما أصحاح 16 لا يشتمل إلا على 20 آية، وهذا الدليل هو من أهم الأدلة وأقواها على صحة هذه الآيات.
(3) شهد هيبوليتوس من علماء أوائل القرن الثالث بتأييد هذه الآيات.